“دهلزة”

صحيح أن حجم التحديات والضغوطات كبير على حياة المواطن والوطن في آن معاً , أيام صعبة مضت وأخرى لا أحد يستطيع التكهن بما تحمل من غموض أو انفراجات , فالمنعطفات حادة , وهنا لا بد من نفض غبار الأزمات والمضي قدماً رغم الصعاب , فالأيام المقبلة ليست كما أيام المراحل والتحديات التي عاشتها بلدنا , فهي لا تخلو من التعقيد والضغط الاقتصادي , وفوق ذلك تداعيات وباء (كورونا ) وما فعله ببعض القطاعات , إذ أثّر سلباً وأدى لمعضلات اقتصادية واجتماعية قد تؤدي إلى مستويات خطرة .. !
لم تعد مستساغة تلك الشعارات أينما كانت ومن هي الجهة التي صدّرتها حيال مسألة ما , ولسنا بوارد الشرح المفصل لمسائل وأزمات قد تكون الضغوطات الخارجية مسبباً لقسم كبير منها , وهنا أحبّذ الإشارة إلى طرح جديد لعل في ذلك نفعاً ما , وهو لماذا لا نجرب مثلاً تغيير نمطية خططنا وبرامج العمل شيئاً فشيئاً حسب الحاجة والظروف ,ونعمل بصمت , مبتعدين تماماً عن الشعارات الكبيرة وإظهار النوايا إزاء ما يعترضنا من إشكالات وتحديات , فالكلام المنمّق لم يعد يطرب آذاناً ” دوشتها ” سيمفونيات النوايا والتسويف .
ليس بالصعوبة إنجاز أعمال إداراتنا تحت عنصر المفاجأة بعيداً عن أي ضجيج , ففي حالة كهذه يكون الاقتناع كبيراً من جانب المواطن المنتظر لإنجاز بعيداً عن الأضواء .
هناك مشاريع عملاقة حققت نتائج إيجابية , ظهرت إلى دائرة الرؤية والاستثمار وفق محددات سليمة ,إلا أنه بالمقابل أيضاً كانت هناك وعود لمشاريع طال انتظارها , وأخرى كانت وبالاً .. !
المرحلة لا تحتمل أي تسويف بل تتطلب عملاً مخلصاً بعيداً عن إظهار النوايا الحسنة , و قرارات شجاعة ملموسة تتحدث عن نفسها ,كما أنها لا تحتمل ” دهلزة ” ونفاقاً , فكل أفلام الميديا والخطط البراقة من جانب بعض الإدارات استنفدت ولم تعد تنطلي على أحد , مرحلة تحتاج لرجال ديدنهم العمل بإخلاص وإنجاز المهام بعيداً عن الأضواء , همهم نجاح المسؤوليات وتأدية الواجبات والحقوق , لا يبحثون عن الشعبية وكسب الرأي ..!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار