الكثير من النجوم

هل أستطيع أن أنجح ..؟ وماذا أفعل لو فشلت ..؟

نظرتْ إلى عينيه المتعبتين، لاح لها في بريقهما خوف من مجهول ما قد يستمر للحظات أو أيام وشهور و قد يقيد الفكر إلى كرسي العجز والشلل لسنوات ..؟
قالت : ارفع رأسك إلى السماء .. ماذا ترى؟
أجاب : الكثير من النجوم ..!
قالت نعم الكثير ..ملايين النجوم ..كما أنها ليست كما تبدو من بعيد ..كالكرات البلورية الصغيرة هي كبيرة بهذا القدر .. بعضها أكبر من كوكب الأرض ..ويوجد مكان لها في السماء .. ستكتشف أن الكون يتسع أكثر مع مرور الأيام ..هل تعرف ماذا يعني هذا؟ ..يعني أنه توجد احتمالات لا متناهية من أجل كل شيء وللجميع .
وهذا يعني أنه لا يوجد أي شيء يدعو للخوف .. لأن هذه الحياة تعطي احتمالات غير متناهية للجميع ولكل شيء ..! هل تعرف ما هو الشيء الوحيد الذي يجب أن نفعله ؟
علينا أن نخرج من ضيق الخوف الذي نحن فيه فقط ! ونرفع رأسنا إلى السماء ..الدنيا لا تتوقف ..كلما كبر الكون يقدم لنا فرصاً جديدة ..فرصاً أبدية .
ابتسم وقد زال عنه البأس ..
قالت : عندما ننظر إلى النجوم نبحث في لمعانها وجمالها عن أحلامنا ..
فثمة من يجعل من النجم الزاهي محبوبته, وقد يرى آخر وجه أمه أو أبيه أو عزيزه المتوفى كأنه نجماً خبا واندثر ، وقد يتجاوز البعض هذه المعاني إلى خيالات أبعد …
ففي هذا المجال نرى اختلاف رؤية الشعراء للكواكب والنجوم بحسب وقعها في النفس .. وفي هذا المجال أيضاً جعل الشعراء من ممدوحيهم شموساً تشرق فتملأ الكون بضيائهاوجمالها.. ومن هذا المعنى يقول أبو العلاء المعري :
أرى جبينك هذي الشمس خالقها / فقد أنارت بنور عنه منعكس ..
ويقول الشاعر جاسم الصحيح في مدح الوطن:
لم يدر أنك لا تحد برسمة / كالشمس وهي توزع الأنوارا
وفي الغزل اتكأ أبو العلاء المعري على دلالات النجوم باعتبارها حقلاً خصباً جامعاً بين النجم والمحبوبة، فقد جعل منها شمساً في قوله:
وكنت لأجل السن شمساً غدية / ولكنها للبين شمس أصيل
وجعل من النجوم قلائد وملابس تزين المحبوبة في قوله:
زارت عليها للظلام رواق / ومن النجوم قلائد ونطاق
وفي المراثي يقول أبو الحسن التهامي في رثاء ابنه:
يا كوكباً ما كان أقصر عمره / وكذا تكون كواكب الأسحار
ورأت الخنساء في النجم صورة أخيها صخر فباتت ساهرة تراقبه وتقول:
فبتّ ساهرة للنجم أرقبه / حتى أتى دون غور النجم أستار
أما لبيد فيرى أن الأمم والملوك الأولين قد أهلكهم الدهر، بعد أن عمّر بعضهم وقضى الآخر، وبقيت النجوم، فقال:
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع / وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
فلا جزع أن فرق الدهر بيننا / وكل فتى يوماً به الدهر فاجع
وفي حقل الوصف يقول المبرد :
إذا ما الثريا في السماء تعرضت / يراها الحديد العين سبعة أنجم
على كبد الجرباء وهي كأنها / جبيرة در ركبت فوق معصم
وكان شعراء العرب يتغزلون بالثريا ويضربون بها المثال في الجمال، من ذلك قول أبي الأشهب الأسدي:
ولاحت لساريها الثريا كأنها / على الأفق الغربي قرط مسلسل .
وعندما انتهى الكلام كانت نجمة جديدة تلوح بالأفق وتأخذ طريقها في دروب السماء المضيئة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار