دائرة الأسئلة والتكهنات
خلافاً لما هو متوقع في الاستطلاعات الأمريكية التي وصفت بالمخادعة، والتي أكدت في أغلبيتها أن السيدة هيلاري كلينتون قد تكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، مع كل ماتحمله السيدة الشقراء من حنكة السياسة وخضرمتها، وبخاصة مشروعها الجهنمي الذي نشأت من خلاله تنظيمات الإرهاب وأخواتها، وأولها تنظيم «داعش» الذي عولت أمريكا عليه كثيراً في مشروع التقسيم الذي أرادته لمنطقة الشرق الأوسط، وبخاصة لواسطة العقد المقاومة: سورية.
والخلاف يبرز هنا، ليس في التوجه العام في السياسة الأمريكية، بمقدار ماهو ذاك التباين بين رؤى اثنين كانا مرشحين تحكمهما استراتيجية سياسة واحدة، في صراع المشروعات ومن يقف وراء هذه المشروعات التي عليها أن تخدم أولاً وآخراً المصلحة العليا لأمريكا نفسها، من حيث بسط سيطرة استراتيجية القوة العسكرية والاقتصادية على العالم، وحتى السيطرة على مقدرات الشعوب، وإعادة الانتشار في جغرافيات هذه الشعوب بما يتناسب طرداً مع مصالحها، أيا كان الرئيس، أو من يقبع في البيت الأبيض.
ومع توسع دائرة الأسئلة والتكهنات، يبرز الدور الأهم في العلاقات مع حكام المنطقة، وبخاصة العلاقات مع من ارتضى أن يكون الأداة الطيعة في يد أمريكا، والمقصود في ذلك الآلات، من آل سعود إلى البقية، والسلسلة تطول في ذلك.. والحديث الضمني ماذا هم فاعلون، إذا كان للسياسة الأمريكية بعض من تدوير، أو كسر لزوايا معينة، أو انفراجات سياسية قد تؤخذ على حساب دول الخليج، ومن لف لفها من متآمرين وممولين، لاتحصى سندات ديونهم، وهم يضعون أموال نفطهم، وأرضهم قواعد للعسكرة والاقتصاد معاً، في خدمة لهدف تأمين حمايتهم، حتى ولو كان ذلك عن طريق الشيطان، وهو ما بدا واضحاً في علاقتهم الاستراتيجية مع الكيان الصهيوني المحتل، ودوره في اللعب مع الإرهاب، ودعمه، والتأسيس له، وحمايته، وكثيراً من الأحيان القيام بدوره، في تحقيق التدمير في سورية، بهدف رفع معنويات الإرهابيين الذين دفعوهم إلى الأرض السورية، لتحقيق التقسيم والتدمير المطلوب.
الحديث هنا لايتناول إلا دائرة السؤال الواحد، وهو: كيف ستتعامل إدارة البيت الأبيض الجديدة مع كوارثها في المنطقة، والعالم؟ وتالياً، كيف ستتجه إلى التعامل مع الحرب على سورية والتي أشعلتها مشروعات إدارة أوباما، والسيدة كلينتون معاً؟ وما هو الموقف الذي يمكن أن يترتب على العلاقات الروسية- الأمريكية في حال اللجوء إلى الحل السياسي في سورية، وهل ستبقى فكرة الإرهاب بين ضرورة الفصل بين إرهابي «معارض»، وإرهابي «معتدل»، قيد المراوحة الصادمة في متناول المعالجة، بعيداً عن التضليل والتسويف والإنكار.
الذي يرشح من التكهنات، أن من يحارب الإرهاب ولايتبناه، ويخدم سيادات الدول قد يتسيد في الجلوس على طاولات الحلول السياسية، ومن يستمر في غيّه بدعم الإرهاب، فله من لعنات الشعوب النصيب الأكبر..
والمنتظر حالياً معرفة من له النصيب الأكبر، لأن القوة المحترمة لسيادات الدول تعرف أين تضع أقدامها.. إذا تزاحمت الأقدام!..
Raghdamardinie@yahoo.com