افتضاح “صاحبة الجلالة” !

فضحت الوثائق المسربة حديثاً والتي أكدت المؤكد أي الدور القبيح الذي لعبته حكومة “صاحبة الجلالة” البريطانية في احتضان التنظيمات الإرهابية في سورية منذ بداية الأحداث قبل قرابة عشر سنوات، وهذه الوثائق تمّ الحصول عليها من مجموعة تطلق على نفسها اسم “Anonymous” أي “مجهول الهوية” التي أفصحت أن مهمتها تقضي بفضح النشاط الإجرامي لوزارة الخارجية البريطانية وأجهزة الاستخبارات، قائلة: “نحن نعلن الحرب على الاستعمار البريطاني الجديد!”.
والملفات المسرّبة تكشف أيضاً كيف لعبت المخابرات الغربية والبريطانية على وجه الخصوص دور وسائل الإعلام، وأتقنت صياغة الخبر باللغتين الإنكليزية والعربية على حدّ سواء وقامت بتغطية إعلامية تضليلية مستمرة للحرب على سورية دعماً للتنظيمات الإرهابية تحت مسمى “المعارضة!” منفذة أضخم حملة تضليل إعلامية ضد سورية.
وتُظهر هذه الوثائق المسرّبة كيف طوّر مقاولون حكوميّون بريطانيون بُنيةً تحتية دعائيّة بهدف تنفيذ هذه الأجندة العدوانية.
وعملياً إن كل جانب من جوانب ما يسمى “المعارضة السورية” المقيمة في فنادق الغرب تم تطويره وتسويقه من شركات حكومية بريطانية مدعومة من الحكومات الغربية، بدءاً من الروايات السياسية إلى العلامات التجارية، وصولاً إلى التصريحات والبيانات الصادرة عن “شبكة مراسليها” أو ما سموه “شاهد عيان” .
كما تكشف الملفات كيف قام المقاولون الأميركيون والأوروبيون بتدريب “قادة المعارضة السورية” وتقديم المشورة لهم على جميع المستويات، وأنه تمّ تدريب أكثر من نصف المراسلين الذين استخدمتهم قناة “الجزيرة” في سورية ضمن برنامج إعلامي مشترك بين الحكومتين الأميركية والبريطانية تحت عنوان “بسمة”، والذي أنتج المئات ممن سموهم “الإعلاميين المعارضين”.
وكان لشركات العلاقات العامة الحكومية الغربية تأثير بارز ومضلل على التغطية الإعلامية بشأن سورية، وقد كشفت الوثائق المسرّبة إنتاج أخبار زائفة بُثّت على الشاشات الإعلامية الرئيسيّة في الشرق الأوسط، بما في ذلك “بي بي سي العربية، والجزيرة، والعربية، وأورينت تي في”.
وهناك دور “ARK” البارز- وهي شركة مقاولة حكومية مشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة- في الترويج لمنظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية في وسائل الإعلام الغربية حيث تولّت “ARK” إدارة الحسابات الخاصة “بالخوذ البيضاء” على شبكة التواصل الاجتماعي، وحوّلت تمويل الغرب إلى سلاح إعلامي دعائي مساند للتنظيمات الإرهابية.
وخلاصة القول أن هذه الوثائق المسربة ما هي إلا الرأس الظاهر من جبل الجليد وما خفي أعظم من فطائع سفك الدماء التي قامت بها واشنطن وحكومات الغرب المنافقة من خلال إنتاج الإرهاب ونشره وهذا ما سوف يكشفه القادم من الأيام.

tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار