المنتج أساس البوصلة

البيان الحكومي لم يحصل على رضى المواطن بالصورة المطلوبة, من حيث الشكل ولا المضمون , لأنه لم يحمل في مفرداته تغييرات تعطي وجهاً جديداً يختلف عن البيانات السابقة , لذلك كان الاستهجان والامتعاض من المضمون بما يحتويه من برامج ومشاريع وأفكار في غاية الأهمية , لو وجدت طريقها للتنفيذ الفعلي ..!
وهذه تتناول جوانب مهمة من معيشة المواطن التي هي الهدف الأساسي لكل البرامج والبيانات الحكومية , لكن القاسم المشترك فيما بيتها (التكرار) وهذا تغلب عليه لغة (السين) الأمر الذي أدى إلى خروج البيان الحكومي هزيلاً أمام مجلس الشعب و يفتقد إلى الجدية في التطبيق والرؤية الصائبة التي تضعه موضع تنفيذ فعلي, وهذا ليس حكماً على البيان , وإنما رأي يستند إلى البيانات السابقة التي حملت نفس الأفكار وتكرار مزيد من (السينات) نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر , الاستمرار في مواجهة الإرهاب , سنسعى لزيادة الدخول للعاملين بالدولة , وتشديد الرقابة على الأسواق , وتوفير الاحتياجات , وسنسعى إلى تحفيز الإنتاج ودعم المشروعات , وتطوير آليات عمل مؤسسات التدخل الإيجابي , والحال ذاته ينطبق على قطاع الخدمات والتعليم والصحة وغيرها من القضايا التي حملت في لغتها التكرار, مع وقف التنفيذ للكثير منها , رغم وجود بعض مؤشرات التنفيذ في بعض القطاعات, والتي تعود إلى حتمية تنفيذها وخاصة لما يتعلق بالإنتاج الزراعي والصناعي, وحتى في بعض القطاعات الخدمية المرتبطة بالبنية الاقتصادية المستمرة رغم تحديات الحرب الكونية, والحصار الاقتصادي وضعف رؤية الدعم لها , وهذه الحتمية كانت المكون الأساسي في حالة الصمود الاقتصادي على أرض الواقع, دون أن ننسى الإجراءات الحكومية التي لم تستطع محاكاة أهميتها من حيث الزمان والتوقيت وحجم مكانتها الاجتماعية والاقتصادية وانعكاسها بصورة مباشرة على المواطن , والتي تتجلى بتوافر المواد الأساسية في الأسواق والتي يغلب عليها طابع الإنتاج المحلي ..
لذلك من هنا نجد أن الترجمة الفورية للبيان الحكومي تكون بتحويل البوصلة باتجاه المنتج الزراعي والصناعي لأنه الحامل الوحيد لتطبيق البيان , وخروجه من حالة الرتابة , إلى ترجمة فعلية يحصد نتائجها المواطن من خلال تحسين ظروف المعيشة وزيادة الدخول لكونها مرتبطة بصورة مباشرة مع مفاعيل زيادة الإنتاجية الزراعية والصناعة التي تخلت عنها الحكومات المتعاقبة , تارة بسبب الحرب , وأخرى بسبب التقصير وضعف الرؤى ونقص أدوات التنفيذ ..!
وما يجب على الحكومة فعله في ظل الظروف الحالية هو فقط تحويل بوصلتها باتجاه المكون الأساسي للاقتصاد الوطني المتضمن حالة انسجامية بين المنتج الزراعي والصناعي لأنهما حاملا الاستقرار للسوق المحلية , وملبيا احتياجات المواطن كاملة , وغير ذلك فالأمور مراوحة في نفس المكان ..؟!
Isaa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
المنجد يبحث مع فارغاس يوسا علاقات التعاون في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك السفير علي أحمد: «لجنة التحقيق المعنية بسورية» منفصلة عن الواقع.. ومزاعم الحرص على حقوق الإنسان لا يمكن أن تتسق مع استمرار الاستغلال الفاضح لقضايا نبيلة لتهديد مصائر شعوب بأكملها قانون إعلام جديد يلبي طموحات الإعلاميين في سورية... وزير الإعلام يعلن من اللاذقية أفقاً رحباً للشراكات البناءة السفير آلا: تعزيز الدعم الدولي لبرامج التعافي المبكر وإعادة الإعمار في سورية لتأمين عودة النازحين الخامنئي يدعو إلى المشاركة الواسعة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية الصين تجدد مطالبة الولايات المتحدة بوقف نهب موارد سورية وإنهاء وجودها العسكري فيها «ناتو» والعناوين المستترة في قمته المقبلة.. ظل ترامب يُخيم.. غزة ولبنان يتقدمان.. وأوكرانيا حاضر غائب الصحة العالمية: تأثير سلبي يشمل فرص التعليم والعمل..العزلة الاجتماعية تزيد خطر الوفاة 32% "التجارة الداخلية" تشكّل  لجنة لإعادة دراسة تكاليف المواد والسلع الأساسية على أرض الواقع مجموعة سفن حربية روسية تصل إلى سواحل فنزويلا في مهمة سلام