نظام قطاع طرق!

تثبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كل يوم من خلال تعاملها مع مختلف القضايا الدولية أنها تنتهج نهج البلطجة وعدم الاكتراث بالقوانين والمواثيق الدولية واستخدام سيف الإرهاب الاقتصادي وحتى التهديد بالقتل والاغتيال لكل من يعارض نهجها الأرعن وسياستها الحمقاء.
وما تصريحات ترامب عن تفكيره في استهداف الرئيس بشار الأسد إلا دليل ساطع على تحول إدارة دولة كبرى كالولايات المتحدة إلى نظام قُطاع طرق واتباع أساليب الإجرام التي تتبعها التنظيمات الإرهابية حتى يصعب على المرء أن يميز بين ما تفعله عصابات الإرهاب وما تفعله واشنطن على الساحة الدولية وضد الدول التي تعارضها.
وكما جاء في تصريح مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين فإن “تصريحات رأس الإدارة الأمريكية حول استهداف الرئيس بشار الأسد تبين بوضوح المستوى الذي انحدر إليه التفكير والسلوك السياسي الأرعن للإدارة الأمريكية، ولا تدل إلا على نظام قطاع طرق يمتهنون الجريمة للوصول إلى مآربهم”.
وأضاف المصدر: “اعتراف ترامب بمثل هذه الخطوة يؤكد أن الإدارة الأمريكية هي دولة مارقة وخارجة عن القانون، وتنتهج نفس أساليب التنظيمات الإرهابية بالقتل والتصفيات، من دون الأخذ بعين الاعتبار أي ضوابط أو قواعد قانونية أو إنسانية أو أخلاقية في سبيل تحقيق مصالحها في المنطقة”.
وعندما يتباهى ترامب بجريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وهما اللذان كان لهما مساهمة كبيرة في دحر الإرهاب في سورية والعراق، فهذا دليل آخر على رعاية إدارة ترامب للإرهاب بكل أشكاله ومسمياته، بل يؤكد أن التنظيمات الإرهابية منتج أمريكي صرف وأن الاستثمار في الإرهاب في المنطقة والعالم يقع في صلب السياسة الأمريكية.
ولا تدل ممارسات إدارة دولة عظمى بامتهان الجريمة سبيلاً للوصول إلى غاياتها إلا على حالة من الإفلاس السياسي والسقوط الأخلاقي والعمل على تحقيق أهدافها من خلال جرائم حروبها الإرهابية، ولكن لن تزيدنا هذه الجرائم والنيات العدوانية إلا تصميماً على دحر المجرمين رعاة الإرهاب والإرهابيين مهما كانت التضحيات.
tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار