في ليلة واحدة!

لم تعد وزارة الكهرباء هي الجهة الوحيدة التي تقدم الاعتذار بسبب السوء الدائم في أداء الكهرباء، برغم صعوبة تقليد اليابان في هذا السلوك، لأن سوء الخدمات سيتطلب من المعنيين في الوزارة أن يبقوا في وضعية انحناء دائمة أمام الجمهور، أو في حالة اعتذار دائمة، ولكن ربما من محاسن هذه الطريقة أنها جعلت وزارة الكهرباء السباقة في اعتماد أسلوب الأسف غير الشائع عموماً عقب حصول الأخطاء.
في يوم واحد تلقى السوريون ثلاثة اعتذارات من ثلاث جهات رسمية لم يسبق لها أن فعلتها: فقد وصلهم الاعتذار الأول من وزارة التربية عن خطأ في نتائج امتحانات المتفوقين في الصف العاشر، وبرغم أن هذا الخطأ ليس الحدث الوحيد في تاريخ «التربية» لكنها هذه المرة لم تتورع عن وصف الخطأ بالجسيم، مع الوعد بالمعالجة الفورية.
كما سمع وقرأ السوريون اعتذاراً مشابهاً في اليوم ذاته لاعتذار وزارة التربية وهذه المرة جاء من وزارة الاتصالات وتحديداً «السورية للاتصالات», وذلك عن خلل أدى إلى قطع خدمة الإنترنت عن البلاد مدة تزيد على الساعتين، برغم أن القطع حصل في ساعات الليل، ومن لم يعرفوا بحالة القطع كانوا أكثر من الذين علموا بها، لأن القطع تزامن مع موعد النوم عند أغلب الناس، لكنهم فعلوها وأسفوا.
أما الاعتذار الأكثر طرافة فهو الذي جاء عن طريق الزميلة جريدة الوحدة بعد نقلها وتبنيها تصريحات مغلوطة من قائد شرطة محافظة طرطوس بحق صحفي تمت معاقبته وتوقيفه بالاعتماد على قانون الجريمة المعلوماتية، ولكن ما أعلن عنه في البداية لم يكن كذلك، ثم ما لبثت الوسيلة الإعلامية أن نقلت اعتذار شرطة محافظة طرطوس عن عدم صوابية التهم الموجهة ضد الزميل الصحفي!.
ثلاثة اعتذارات رسمية في يوم واحد.. ليست بالأمر السهل، إذ ليس من الشائع اعتراف أي مسؤول بالأخطاء أو الاهتمام بأمرها، ولهذا يمكن وصف هذه الاعتذارات بـ«الكبيرة»..وبناء عليه وبالنيابة عن الكثير من المواطنين نعلن قبول الاعتذارات الثلاثة، وندعو إلى اعتماد هذه الطريقة لعلها تكون اللبنة الأولى في صناعة مشاعر المواطنة التي يفتقدها العامة لأسباب كثيرة من بينها عدم أسف المسؤولين عن أخطائهم الكبيرة منها أو الصغيرة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية تدين اتهام الاحتلال لـ«أونروا» بالإرهاب وتؤكد أنه يأتي ضمن محاولاته لإنهاء دورها وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة