دعوة لإنقاذ غاباتنا و قمحنا

لن أقف عند حدود المساحات الزراعية التي كان نصيبها كبيراً من الحرائق بفعل فاعل، حيث امتدت يد العبث بها مكبدة المزارعين والبيئة خسائر جمّة من الغابات والأقماح، والغطاء النباتي.

غاباتنا وفقاً لما نشر وتداوله المعنيون تنحسر، والتصحر يزحف غرباً، ولذلك علينا إنقاذ هذه الغابات ودعم مشاريع التشجير، فالغابة حين تحترق وتُهمل لسنوات ولا يُعاد تشجيرها فإن المناخ سيتغير ، ولن يسمح بإعادة نمو النوع الذي خسرناه، فغابة البلوط مثلاً بعد ٥ سنوات من حرقها وخسارتها لن ينمو مكانها الا شجر البطم .. لأن الجو في تلك المنطقة، سيصبح جافاً ولن يسمح لنا بإعادة زرع البلوط، وفق آراء عدد من المختصين في ميدان الزراعة.
سأقف اليوم عند جانب مهم في المعالجة لتدارك تلك الحرائق من خلال مقترح للمهندس الزراعي الباحث حسان، الذي يرى أن الحل يكمن في :
“اختيار نقطة عالية مشرفة على أكبر مساحة حراج ممكنة، يتم فيها بناء برج مزود بخلايا شمسية، وكاميرات مراقبة بانورامية ٣٦٠ درجة، وفي قمة البرج توجد غرفة مراقبة فيها جهاز كمبيوتر مزود ببرنامج ذكاء اصطناعي، لتحليل صور الكاميرا أتوماتيكياً لحظة بلحظة، وكشف أي خلل بالصور يدل على وجود دخان، حيث يعمل- وبشكل فوري – جهاز إنذار مرتبط بخط لشبكة الإنترنت، بين جميع مراكز المراقبة الآلية، مع غرفة تحكم وسيطرة بدمشق أو بمركز كل محافظة، فتكون المدة بين اكتشاف الدخان وتحليل الصور بخوارزميات الذكاء الصناعي وإرسال الإنذار ٥ دقائق، كما يجب أن يتم إنشاء وحدات إطفاء قرب الغابات، ليتم التحرك السريع لإخماد أي نيران أو دخان”.
كما يمكن استخدام هذا النظام نفسه في حماية حقول القمح الواسعة، مع أهمية وجود طيران مروحي أو شراعي بجوار تلك المساحات المزروعة.
لأن الواقع الحالي القائم يحتاج لساعات ما بين تجميع الآليات وتعبئة المياه والمسافة المقطوعة لتصل السيارات إلى مكان الحرائق، فتزداد الخسائر بشكل كبير .
أيضاً من الحلول المقترحة قيام الدولة بمراقبة أسواق الفحم، وخاصة غير المسجلة بسجل أو ماركة، للحدّ من انتشار المفحمين، الذين لا يبالون من أجل بضع ليرات حيث يدمرون إرثاً بيئياً عمره مئات السنين، و الذي ستنعكس آثاره على المزروعات في تلك المناطق التي اختفت منها الغابات.
بالمحصلة فإن الغابات أهم استثمار في إعادة إعمار سورية لأنه سيقدم خدمات مستقبلية لأي مشروع زراعي من ناحية تغير المناخ وزيادة الأمطار وخصوبة التربة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية تدين اتهام الاحتلال لـ«أونروا» بالإرهاب وتؤكد أنه يأتي ضمن محاولاته لإنهاء دورها وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة