قروض وفروض

تنقضي الأيام ولا شيء يطرأ عليه التغيير سوى أشخاص يحاولون لملمة جراحهم على مستوى شخصي دون أن يجدوا تمويلاً وخاصة على صعيد ما كنا نسوقه لهم من إعادة الإعمار والمخططات التي كانت تتنبأ بمدن غاية في الروعة .
وفي حمص سبق للقائمين على شؤونها أن عرضوا مجسمات لبابا عمرو والسلطانية وغيرها مما يحث الناس على العودة وانتظار ما هو آت .
الصورة التي نشاهدها كل يوم أصبحت مألوفة وإن كانت حقيقتها غاية في القبح ونحن أمام هذا الكمّ اللامتناهي من الدمار في مناطق تعرضت لعسف الإرهاب وأصبحت بحاجة للكثير من المال والجهد لتعود إلى ما كانت عليه على أكثر تقدير ،ولأن المصارف العامة أغلقت أبواب الأمل إلا في استيفاء ديون سابقة وانتظار من يودع أمواله فإن عجلة الحياة الاقتصادية ستظل عالقة في طين الركود الذي ساهمت الحكومة السابقة في تكريسه .
لم توجد المصارف العامة إلا لغايات تتعلق في تنشيط حياة الأفراد الخاصة ولتكون أمانهم الاقتصادي و الاجتماعي ،وإيقاف القروض من وجهة نظر حكومية هدفها إيقاف تدهور سعر صرف الليرة على عكس ما ينظر إليها أصحاب الدخل المحدود وهي إيقاف سقف طموحاتهم في حياة مقبولة على أكثر تقدير .
الإجراءات المصرفية التي تم اتخاذها على طريق تطوير العمل هي خطوات مهمة في إلغاء التعامل الورقي في الحركة المستندية وتسريعها إلى الحدود القصوى وصولاً إلى الأرشفة الإلكترونية ولكن بالعقلية التي تدار بها ستظل تلبس بزة المرابي الأنيقة الذي لا يجد من استثمار سوى في المزيد من ابتزاز الفقراء ورهن كل ما يمتلكوه لمصلحته ،وهو الذي عمل في مرحلة ما على تقديم التسهيلات والقروض السخية للأغنياء وعدد من التجار والصناعيين .
دورة الأعمال تكاد تكون متوقفة لأسباب تتعلق باستنفاد أصحاب الدخل المحدود مدخراتهم، ولعدم وجود تمويل لمشاريع صغيرة تعوض المتضررين عما فقدوه في ظل حرب طال أمدها وباستثناء عدد قليل من العمليات المصرفية فإن المصارف اليوم هي وسيط مالي لا داعي له على الإطلاق وما ربط الكثير من عمليات البيع والشراء بها سوى محاولات لبث الحياة بتلك المصارف لا أكثر .
esmaeelabdulh@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي