بين ترامب وبايدن.. «ثورة»

شهران يفصلان الأميركيين عن الانتخابات الرئاسية.. الاتهامات المتبادلة تستعر بين ترامب وبايدن وأكثر ما هو لافت في هذه المرحلة أنهما يتحدثان عن الهزيمة أكثر مما يتحدثان عن الفوز، وإذا ما تابعنا تطورات الداخل الأميركي ومسار الحملات الانتخابية لوجدنا أنهما يتساويان في المخاوف، كلاهما يبدو غير واثق من الفوز، وكلاهما يهدد بعدم الاعتراف بالهزيمة.. ويهددان بعضهما بالأنصار والمؤيدين، ففي حال فاز أحدهما فإن أنصار الآخر ومؤيديه لن يسكتوا وسينزلون إلى الميادين في «ثورة» حتى يسقطوا الفائز ويستعيدوا كرسي الرئاسة لمرشحهم..
يكفي أن نورد هنا دعوة هيلاري كلينتون -الجمعة الماضية- لجو بايدن لعدم الاعتراف بالهزيمة أمام ترامب، لتنطلق التحليلات إثرها حتى وصلت بالمحللين إلى الحديث عن «ثورة ملونة في الولايات المتحدة» ستكون سابقة في التاريخ الأميركي.. وعن «ميدان للثائرين».. (تماماً كما لو أننا في إحدى تلك الدول التي أشعلت فيها الولايات المتحدة ثورات ملونة).. وهذه «الثورة» ستقوم بكل الأحوال أياً يكن الفائز، ترامب أو بايدن، باعتبار أن كليهما لن يعترف بالهزيمة.
هذا المشهد دفع الكثيرين إلى استدعاء عبارة شهيرة -بتهكم لا يخلو من شماتة ومن تمنيات بتحققها- والعبارة تقول «يستحيل قيام ثورة ملونة في أمريكا، بسبب عدم وجود سفارة أمريكية هناك». هل تتحقق هذه العبارة مع ترامب أو بايدن؟
لنجمل هنا بعضاً مما يقوله ترامب: “أنصاري رائعون ويعملون بجد ومدهشون..لا أريد من أنصاري الاصطدام مع أحد” (وهذا تهديد مبطن).. “بلادنا ستواجه ثورة إذا تم انتخاب بايدن”.. “أنا أو الفوضى”.. “الولايات المتحدة مهددة بالانهيار إذا لم يتم انتخابي”.. “الأميركيون مهددون بالفقر والجوع في حال لم يتم تجديد رئاستي”.. “المدن الأميركية ستغرق بالعنف والجريمة إذا وصل بايدن إلى البيت الأبيض”.. وهكذا.
أقوال مشابهة نسمعها على لسان بايدن ضد ترامب.
كل هذا يمثل سابقة في تاريخ الولايات المتحدة وانتخاباتها الرئاسية، لذلك تنحو التوقعات باتجاه سيناريوهات كارثية لما بعد الثالث من تشرين الثاني المقبل موعد الانتخابات الرئاسية، فبعده لن تسمع في الولايات المتحدة سوى كلمة «ارحل» ولكن لمن ستقال لترامب أم لبايدن؟
مع ذلك ومن الآن وحتى موعد الانتخابات سيبقى السؤال: هل فعلاً سيتحقق هذا السيناريو؟
لا بد من الانتظار.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار