أولاد البطة السوداء

من أكثر القضايا الخاسرة في هذه الأيام وقبلها وربما بعدها ، تلك التي يريد أصحابها المساعدة في تحصيل حقوقهم، وتحسين أوضاعهم، إذ يمكنك أن تحصل على الكثير من المديح والشعارات الكبيرة للثناء على الجهود المبذولة في بعض القطاعات كل يوم، لكن عندما تتعلق المطالب بالمال فسيكون عليك الانتظار طويلاً لأن الحكومة عموماً ووزارة المالية خصوصاً لا تحب هذه الأحاديث، ولا تخفف قبضتها بسهولة، الحظ العاثر للعاملين في القطاع التمريضي جعلهم من بين ضحايا تلك القبضة الحديدية في هذا الزمن الصعب، والأسوأ أنها أشعرتهم بأنهم ” أولاد البطة السودا” وبتعبير ألطف رعايا من الدرجة الثانية، عندما أعاقت كل طلباتهم، وجعلتهم خارج دائرة الحظ التي “تعثرت” أخيراً بزملاء من مهن أخرى!..
فحصتهم من المخصصات “لكورونا” غير منصفة، ولم تشمل التمريض المناوب! كما أن قرار رفع طبيعة العمل للعاملين في المجال الصحي من خمسة إلى 75 بالمائة أسوة بمن تمكنوا من تحقيق هذا “الحلم” كالمعالجين الفيزيائيين والتخدير والطوارئ، عادت إليهم من وزير المالية ممهورة بترويسة خيبت آمالهم، وهي “التريث” وما زالوا في حالة تريث منذ ثلاث سنوات! ولمزيد من الحيطة في تجنب الإنفاق أوقف مشروع الأعمال المجهدة لعمال الصحة الذي يعطى للعاملين في مهن خطرة والتمريض يجب أن يكون من بين تلك المهن ولكن هذا لم يحصل!
هذه القصص تنطبق على أغلبية المهن، ولكن عندما يكون هنالك وباء ومهمة التصدي له على عاتق قطاع معين يصبح من البديهي أن يتم التعامل مع موظفيه بما تمليه الحالة من دعم وتشجيع، وإذا كانت سياسة الدخل المنخفض المطبقة منذ عقود أجهزت على كل شيء في هذا البلد، فهذا لا يعني اعتمادها ذاتها في الأوقات الاستثنائية والعصيبة !
والحقيقة لا نعتقد أن الأمر بكل هذه الصعوبة فالمليارات الضائعة..والمنسية والمنهوبة من هنا وهناك في هذا البلد كفيلة بتحسين إسعافي لواقع الكادر التمريضي والقطاع الصحي وعمال المخابز وكل المهن الأساسية في حياة الناس، ريثما يتم إيجاد حلول جذرية لبقية الشرائح بعد عقود أو قرون من الزمن!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار