كيف نعيد الثقة؟!
نريد وجوهاً جديدة في الحكومة يكون همّها الوطن والمواطن ومعيشته وتملك الشفافية والنزاهة، هذا لسان حال جميع أبناء الوطن من الفقراء وأصحاب المعاناة بشكل رئيس
سأبدأ من واقعنا كصحفيين ننتظر منذ سنوات عديدة الوعود بتعديل طبيعة العمل الصحفي على أساس الراتب الحالي، علماً أن التكلفة المالية المحسوبة من قبل اتحاد الصحفيين لا تتعدى بضعة ملايين سنوياً، وقد لا تشكل ثمن سيارة لأحدهم، أو مناسبة خاصة
صحيح أن الصحفيين نعموا هذا العام على غير العادة بتهنئة في عيدهم، من قبل مؤسستين تشريعيتين مهمتين، مجلس الشعب ومجلس الوزراء، لكن هذه التهاني والتبريكات تكتمل بتفعيلها بالأفعال والأعمال التي ينتظرها الصحفيون
ولأنهم من شرائح المجتمع، (وقد رضعوا حب الوطن قبل الفطاما)، فإن ما يصيبه يصيبهم من جشع أغلبية التجار، ويعانون من واقع معيشي مزرٍ، حتى اكتووا بنار الأسعار، التي لم تبقِ في جيوبهم شيئاً، وباتت الكثير من المواد حرمة عليهم، نتيجة ارتفاع أسعارها المجنونة ولا أحد يلجمها، ولذلك تبرز أولى المهام التي نتطلع بها من الوزارة الجديدة أن تقوم باختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، والعمل على لجم تلك الأسعار، وتشجيع الإنتاج المحلي، وخاصة الزراعي، لأن هناك من هم غيارى على الوطن، ويسعون ويفكرون في هذا الاتجاه، وما على المعنيين إلا الأخذ بيدهم نحو جادة الصواب والأمان التي تحقق لنا الأمن الغذائي كما كانت سورية من قبل، لينعكس ذلك على الوطن والمواطن وقوته اليومي، فتتحسن الرواتب والأجور، وتالياً تمكنه من اقتناء ما يحتاجه من مواد أساسية
قد لا تجد الحكومة الجديدة الفرصة لإنجاز المطلوب منها، وهي أمور عديدة، خاصة أن عمرها الزمني أقل من سنة، وسيكون محكوماً بموعد الاستحقاق الدستوري لانتخابات الرئاسة في العام القادم، لكن الأماني تبقى أن يقوم فريق العمل، وخاصة الاقتصادي بالعمل على معالجة تلك التراكمات، وخاصة الأساسية منها بشكل ينعكس على الحياة المعيشية للمواطن، فهل يفعل فريق العمل ذلك، وتتحقق أحلامنا التي طال انتظارها، ونعيد الثقة بمؤسساتنا التي نعتز بها؟!.