سر الأسرار
جميعنا يعلم أن حربنا على الإرهاب مستمرة, وأن أزماتنا المتلاحقة تكاد تقطع أنفاسنا, ولكننا نجهل تلك الشعارات الجاهزة المعلبة لبعض مسؤولينا من خلال تباهيهم بإدارة الأزمات, حتى إنهم أتخمونا بفن إدارتهم أزماتنا بحرفية وكدنا أن نصدق أن كل مشكلاتنا صارت من الماضي وطبعاً لم ولن نصدق!
فريق لإدارة الأزمة, وفريق للتصدي لجائحة كورونا, وثالث للسيطرة على الأسواق, ونقترح أن يكون هناك فريق إضافي للإقناع, لجعلنا نصدق كل ما تطرحه فرق التصدي تلك والتي لم نشعر بنتائجها على الأرض, وعلى العكس من ذلك تتوالى مشكلاتنا وليس في الأفق بوادر حلول, ربما لأن هناك استسهالاً في إصدار القرارات من دون البحث والتحري عما يفيد الناس وينتشلهم من هاوية فقر تتسع يومياً!
معاناتنا اليوم مستمرة.. وضع صحي ينذر بنتائج لا تحمد عقباها, وفشل ذريع بإدارة ملف الكورونا, والأرقام المعلنة وغير المعلنة للمصابين والوفيات أثبتت بالدليل القاطع غموض ما يجري وكأنه سر الأسرار ولا يمكن الإفصاح عنه
سياسة الأسرار المتبعة من قبل بعض وزاراتنا لا تتوقف, وهذا ينطبق على موسم الخضار والفواكه والحمضيات وما يطرأ من أسعار صادمة للمواطن, وكما العادة لن تستطيع أي جهة معرفة ما سيحصل لاحقاً لأن الموضوع ببساطة قرارات ارتجالية غامضة, وهذا ما يحدث بالنسبة للحوم البيضاء, والتي خرجت من موائد الفقراء ويبدو لن تعود, لأن الضبابية التي تحكم الملف مستمرة, والاتهامات المتبادلة بين الجهات الحكومية والمربين وحتى بين من يسعى للسيطرة على أسواق الدجاج لا تتوقف, بينما المواطن غافل عن كل ما يجري ينتظر الفرج
المشكلة باختصار.. أن بعض مسؤولينا أتقنوا الكلام والتصريحات وتباهوا بإدارة ملفات فشلوا في إيجاد حلول لها, والأكثر قاموا من خلال قرارات اعتباطية بجعل تلك الملفات شائكة ومعقدة, وكل ما نأمله أن تقفز الحكومة الجديدة فوق تلك الملفات باتجاه الحلول وبعيداً عن الغموض والأسرار, فهل نشهد حكومة عمل وفعل..؟