وجهة خوف
رغم كل محاولاته إلا أنه لم يستطع أن يخفي خوفه الموشّى بالكثير من الحزن على فقدان أقران له في مقتبل العمر حصد أرواحهم منجل الوباء القادم إلينا من دول العالم قاطبة وتقف أمامه منظومتنا الصحية مكتوفة الأيدي ،ولا نعلم كم من الحزن سوف يعشش في الصدور بعد أن يفقد الأبناء آباءهم والصغار أمهاتهم ،والطب عندنا كما في دول عديدة بدأ يعلن إفلاسه أمام الجائحة المعندة على جميع الأدوية التي ابتكرها علماء الأمراض والفيروسات ،وبدأ الكثيرون يعلنون يأسهم وخاصة أن (الجيش الأبيض) يفقد يومياً الكثير من خيرة أطبائه وممرضيه والقائمة ستطول إن لم يجد المنهمكون في مختبراتهم دواء ناجعاً .
في بلدنا يلعب الفكر “الذي يحمّل الأقدار تبعات كل ما يحدث ” دوراً عبثياً في الحياة العامة بدءاً من الاجتماعات العائلية والزيارات التي لا تنقطع تحت مسمى صلة الرحم وغيره وانتهاء بالازدحام في كل الأماكن سواء كان للضرورة القصوى أم لتوفير ليرات قليلة في شراء مادة مقننة في صالات السورية للتجارة وأمام الصرافات وغيرها .
إن بقي الأمر على حاله وأعتقد أن الصورة الحالية التي نعيش جزئياتها لن يتغير عليها شيء …. ستفقد بلدنا الكثير من كبار السن وخاصة في أشهر الشتاء القادمة وسوف نجد المشافي بلا أطباء والصيدليات بلا أدوية والمؤسسات بلا عمال وخاصة أولئك الذين سيكون الوباء شماعة بقائهم في بيوتهم وسيعمل كبار الموظفين على إغلاق أبواب مكاتبهم أمام كل سائل حاجة وإن كانت للضرورة القصوى وسنجد أشخاصاً يتخلون عن مسؤوليتهم تجاه المرضى من ذويهم .
ما يحدث اليوم وما رأيته في شوارع المدينة الغارقة في القدم والتاريخ ينذر بالخطر وخاصة أن الخوف أصبح أحد ملامح الوجوه بعد اقتناع الجميع بأنهم أمام خياري العوز أو الوقوع في براثن المرض “الوباء”.
Esmaeelabdulh@gmail.com