طمنونا عن صحتكم؟
هاتفني أحد الأطباء وكان صوته يشوبه الحزن والغضب والعتب, مستغرباً تأكيد وزارة الصحة تأمين كل ما يلزم لمجابهة الفيروس! والحقيقة أن هناك نقصاً حاداً في المواد مثل الكمامات وغيرها للكادر الطبي، ما أدى إلى حرمانهم من أبسط وسائل الحماية, فهل يعقل أن يعمل الطبيب لمدة يوم كامل بكمامة واحدة؟ علماً أن عليه تغييرها مع لباسه لدى كل عملية أو فحص؟! وهل هكذا تورد الإبل يا وزارة الصحة في معاملة جيشنا الأبيض الذي يقدم الروح لمعالجة المرضى؟
أما ما سمعناه بخصوص ضرورة أن يكون هناك سجل صناعي وصحي لكل جهة تريد تصنيع الكمامات, وكما عرفنا أن ذلك غير مطلوب عالمياً و خاصة أننا رأينا العديد من الورش الصغيرة تقوم بتصنيعها خفية عن الأعين! أم إن المطلوب حصرها بأشخاص وجهات محددة؟
ثم ألم تسمع الحكومة أن الكمامات وغيرها من المعقمات يجري تهريبها سرّاً وعلانية؟ ولماذا لا تتدخل أي جهة كانت لتخفيض سعر الكمامة وخاصة نحن على أبواب الموسم الدراسي؟ ولكم أن تتخيلوا ما يمكن أن تصرفه أي أسرة في سبيل وقاية أطفالها, وباختصار سيقولون للراتب وداعاً فقط على وسائل الوقاية من الفيروس
أيضاً.. شكاوى عديدة وصلتنا من أطباء في ريف دمشق, غايتهم التبرع والتطوع لمساعدة المرضى, حيث تم تخصيص مدرسة للحجر الصحي للمصابين وتجهيزها بكل ما يلزم مجاناً وتطوعاً من كوادر طبية وأجهزة وغيرها من دون تكليف وزارة الصحة أي عناء مالي, وتحت إشرافها المباشر ومع ذلك جاء الجواب بالرفض! علماً أن حجز أي سرير سواء في مشفى خاص أو عام حالياً في غاية الصعوبة إن لم يكن من المستحيلات
ونسأل الحكومة: ماذا عن إجراءات فحص كورونا (بي سي آر)وعن الازدحامات المستمرة حتى بعد الإجراء الأخير؟ ومتى تنتهي أزمة المسافرين ومعاناتهم والمصاريف الباهظة التي يدفعونها لقاء سفرهم؟ ولماذا لا يتم فتح مطارنا أمامهم بدلاً من سفرهم لبيروت وتحمل أعباء إضافية وإضاعة الكثير من الجهد والوقت والمال؟ وختاماً.. صحتنا وأرواحنا ليست بخير, فماذا عن صحة المعنيين بصحتنا؟