برسم وزارة التربية
الأولوية لإعمار البشر قبل الحجر، لأن الإنسان هو غاية الحياة- كما قال القائد المؤسس حافظ الأسد- والإنسان الركن الأساس في التطوير والتقدم والبناء، ومن هنا تأتي أهمية العملية التعليمية والتربوية كأحد أهم جوانب بناء المستقبل
ومن هنا تبدو الأهمية بمكان لمعالجة واقع المدارس والضغط الحاصل في مدارس جرمانا تجاه الكثافة الصفية بشكل لافت للنظر، فتصوروا أن مدرسة نزيه منذر الابتدائية تضم 4000 طالب في دوامين (نصفي)، وكذلك مدرسة الشهيد جاد الله شنان للحلقة الأولى التي ضمت العام المنصرم 2500 بعد أن كانت 2775 وفي بعض شعبها، 83 طالباً، كما وصلت الكثافة الصفية في ثانوية الشهيد نزيه فضلو قطان إلى 55 طالباً وفي البكالوريا 65 طالباً, مع أن 324 طالباً من طلاب الحادي عشر غادروا المدرسة مع بداية العام الدراسي المنصرم بسبب الكثافة الصفية، وتوجه 160 أيضاً إلى مدرسة المتفوقين في دمشق
فهل يعقل مدينة مثل جرمانا ذات الكثافة السكانية، والتي تحملت ضغوطات الحرب من خلال استقبال الكثير من المهجرين من المحافظات أن تقتصر ثانوياتها على ست فقط، واحدة للفنون، ومثلها تجارية مختلطة، واثنتان للذكور ومثلهما للإناث، ما يدفع الطلبة للتوجه للمعاهد الخاصة داخل جرمانا وخارجها، وهذا يشكل أعباء إضافية على الأهل وعلى الطلبة في التنقلات وغيرها
أما اللافت للنظر فرغم أن مدرسة المتفوقين- حسب الكثير من المعنيين- جاهزة منذ عامين، لكنها لم تدخل حيز الاستثمار الفعلي، ولا أحد يعرف السبب، وما الحكمة من التأخر في استثمار هذا الصرح الحضاري الذي يساهم في تخفيف الضغط عن المدارس في المدينة من جهة ، ويوفر على الطلبة عناء التنقلات من جهة ثانية بين مدينتهم ودمشق، حيث مدرسة المتفوقين أو التوجه للمدارس الخاصة، من منطلق البحث عن مكان آخر لزيادة التحصيل العلمي وتحسينه، خاصة في ظل تفوقهم الدراسي، وأهمية البحث عن مكان يلبي طموحات التفوق، وتالياً تحقيق العلامات المرتفعة
المسألة برسم وزارة التربية لمعالجة واقع مدارس مدينة جرمانا، والعمل على افتتاح مدرسة المتفوقين هذا العام، لأن التأخير بافتتاحها خسارة للطلبة، وهدر للعملية التعليمية من جهة عدم استثمارها، مادامت قدوجدت من أجل الطلبة المتفوقين، وحري بالجهات المعنية أن توفر لهم التسهيلات المساعدة على تفوقهم، فهل يفعلون ذلك؟