بلطجة أردوغانية شرق المتوسط

بلطجة النظام التركي لم تتوقف أو تعرف حداً، اعتداء على سيادة العراق، استفزاز للعديد من الدول في حوض المتوسط، نذر مواجهة عسكرية مع اليونان، تدخل سافر في شؤون الدول، كل هذا خلال فترة وجيزة, والقادم أخطر في ضوء ممارسات النظام التركي.

فقد واصل هذا النظام استباحة مياه قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي، والتنقيب غير الشرعي عن الغاز رغم التحذيرات الدولية المتكررة، ما يضع أنقرة في مواجهة مع اليونان ومصر والاتحاد الأوروبي.

يكرس رئيس النظام التركي رجب أردوغان بهذه الممارسات العدوانية سياسة الهروب إلى الأمام عبر استعداء الجميع في محاولة لترميم أخطاء الداخل التي أضرت بالاقتصاد التركي وساهمت بصفة مباشرة في خسارة حزبه “العدالة والتنمية” لشعبيته وهذا ما تجلى في الانتخابات البلدية.

ليس هذا فحسب بل كما يؤكد مسؤولو هذا النظام أنهم عازمون على توسيع نطاق البحث والتنقيب عن مصادر الطاقة في حوض المتوسط خلال الأسابيع القادمة.

تصريحات أتت فيما ترافق بوارج بحرية سفينة تنقيب تركية لحمايتها في عملياتها ضمن منطقة تؤكد اليونان أنها ضمن مياهها الإقليمية في المتوسط.

ورداً على استفزازات وبلطجة أردوغان سارعت اليونان إلى طلب اجتماع عاجل للاتحاد الأوروبي لتدارس الأوضاع، وهي التي كانت قد وقعت قبل أيام قليلة اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع مصر.

التصعيد الحالي والتحركات الاستفزازية من جانب نظام أردوغان في شرق المتوسط، هي المحاولة السادسة في أقل من عام، لإجراء عمليات تنقيب غير شرعية داخل المناطق البحرية لقبرص.

إن انتهاكات نظام أردوغان للقانون الدولي كثيرة، وقد باتت الآن هذه الانتهاكات تحت المجهر الإقليمي والدولي، ولن يحول انشغال العالم بأزمة كورونا وانعكاساتها دون الاهتمام بما يجري من تطورات على الساحة الإقليمية، وستتم ملاحقة نظام أردوغان دبلوماسياً لمنع تكريس تحركاته الاستفزازية والعدوانية، فالدول المتضررة منها لن تصمت، ومستمرة في ملاحقته لكشف زيف ادعاءاته.

لكن لابد من الإشارة إلى أن البيانات والإدانات الإقليمية، ما لم تتوافر لها قوة دفع متواصلة، لن تثني أردوغان عن وقف تصرفاته الاستفزازية، فقد صدر من مثل هذه الإدانات الكثير ومع ذلك واصل النظام التركي نهجه العدواني، ما يرجح فتح الطريق لتعامل كل دولة مع الاعتداءات والمخاطر التركية بطريقتها ووفقاً لما تراه مناسباً لحماية مصالحها.

إن الإرادة السياسية الإقليمية والدولية لردع النظام الإرهابي في أنقرة لا تزال غائبة أو ضعيفة على الأقل، ما يعطي أردوغان المزيد من الارتياح في تحركاته، وهو يدرك صعوبة ممارسة ضغوط حقيقية عليه, لذلك استغل الوضع الدولي الغامض وضاعف من اعتداءاته واستفزازاته ودعم وحشد الإرهابيين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار