مقولة «في الأزمات تولد الفرص» أجهل نسبها هل تعود لعلوم الاقتصاد أم السياسة؟؟
إلا أنني أوقن تماماً أن الأزمات هي الرحم الأول للنكتة والطرائف، حيث إنها رد فعل إنساني طبيعي يرفض الألم والأوجاع ويتمسك بالحياة كنوع من أنواع الهروب النفسي/البدائي إلى الأمام.
«النكتة»، عبارة عن تجليات إنسانية عابرة وهي تعبر عن حالة عبثية ومنظمة في آن.. نتاج فكري بكل ما في الوجع من معنى، ومتنفس نقدي ساخر ممزوج بالخيال والخفة التي من شأنها أن تلم شمل شريحة مأزومة كاملة باسمها، وفي الوقت ذاته تكون مجهولة المصدر!
لطالما عبرت شعوب العالم عن أزماتها وكوارثها بالطرائف والنكات، وفيروس «كورونا» واحد من تلك الأزمات التي صدرت العديد من الطرائف حيث كانت إرادة الحياة أكبر من أي محنة ولمواجهتها كان لا بد من النكتة!!
وكانت البداية مع نكات التعقيم والمطهرات وحالات الحجر الصحي وأزمة البقاء في المنزل التي حققت أعلى نسبة من النكات طالما أبطالها الزوج والزوجة المصدر الرئيس للشجار وتبعاته التي وصلت الى حد الطلاق.
ونصائح للزوج حول الهروب من قفص الزوجة المختوم بقفل حكومي وصك توصية صحي يحتاج فيه لكم لولبي من الأعذار، لن يكون متوافراً إلا من خلال الطرائف والنكتة التي لن تترك حالة مستعصية إلا وتوفر لها الحلول القابلة للتحقيق في زمن المحن والأزمات.
وما بين المضحك والمبكي استطاعت النكتة الجمع بينهما وذرف الدموع ابتهاجاً ونشوة ممزوجة ألماً وقلة حيلة، ولاسيما تلك التي تؤطر مكامن الآه والوجع، وخير مثال صورة الكمامة (البالة) التي لم تستخدم إلا «عطستين تلاتة»..
معادلة الكمامة بسعرها البسيط – نوعاً ما- وفعاليتها التي تقي من المرض اللعين، وآليات اللف والدوران حول القوانين الاحترازية، فيما المواطن يشد اقتصادياً على خصره وفمه وقلبه وجيبه الحزااااام ، كانت من أقسى النكات التي صدرها واقع الحال.