عجز ..
لم أكترث يوماً لحديث مفاده أنه سيأتي يوم تلقي فيه كل جهة اللوم على سابقتها إلى أن رأيت كتباً متناثرة هنا وهناك في وزارات كنت أتردد إليها في فترات زمنية متباعدة ووجدت أن اتهاماً بالتقصير يطول حكومات سابقة أوصلت وزارات حالية إلى ما هي عليه من عجز باستثناء الوزارات التي تحقق إنجازاتها من خلال ما يردها من أموال الجباية والضرائب وغيرها من التحصيلات التي لا تترك للمواطن ما يكفيه قوت يومه وعلى مستوى المؤسسات العامة والخاصة المدن الصناعية.. وكان أكثرها إرهاقاً للمتابعة الخطط الخمسية التي لم تكن تصل إلى أهدافها يوما وكذلك تصريحات تؤكد على رفع سوية المواطن المعيشية نجدها اليوم مجرد شعارات واهنة .
اليوم يتحفنا البعض بأحاديث عن تقصير حكومات سابقة “لعل بعضهم كانوا إحدى أدواتها ” بتغييب مساحات زراعية وعدم وضع خطط لزراعة بذور عباد الشمس على سبيل المثال كونها أحد مصادر الزيوت النباتية التي تعتمد عليها الأسرة في بلدنا أياً كان دخلها كمصدر غذائي هام ونجدها اليوم شحيحة نتيجة الحصار الجائر على بلدنا رغم معرفة من يبني الخطط بمختلف أشكالها بأننا سنصل إلى ما نحن عليه ،والحال نفسه في زراعة الشوندر السكري التي توقفت منذ سنوات لأسباب يجهلها الكثيرون رغم وجود معامل لصناعة السكر بدأ يأكلها الصدأ وليطالب القائمون عليها باستيراد مدخلات الإنتاج بالمقايضة أو عبر اتفاقات دولية ليثبتوا أن تلك المعامل الهرمة لا تزال تتنفس وباستطاعتها تأمين ما يحتاجه المواطن من أساسيات .
عدد من التشريعات ومنها ضريبة الضميمة على الزيوت النباتية أوصلت السوق المحلية إلى ما هي عليه وصار اقتناء واحد من ليترات الزيت أياً كان نوعه أو مصدره حلم كل مواطن رغم الغلاء غير المبرر إلا عند تجار القطاع الخاص الذين يحسبونه على سعر الصرف الخاص بهم .
ما نأمله في المرحلة القادمة هو رؤية أشخاص يعملون وفق مقتضيات المرحلة متناسين ما قام به أسلافهم من أخطاء وبهؤلاء وبالعمل وحده يمكننا أن نبني وطناً معافى لا يلتفت فيه أحد إلى الماضي إلا بقدر ما يأخذ منه عزيمة وإصراراً على المضي قدماً .
Esmaeelabdulh@gmail.com