جهود ضائعة
قامت محافظة اللاذقية منذ عدة أيام بحملة نظافة في مدنها الأربع (اللاذقية, جبلة، القرادحة، الحفة) شاركت فيها الجهات العامة ،وتأتي هذه الحملة في إطار تعزيز الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا.
وتضمنت الحملة تنظيف وشطف شوارع وأحياء المدن المذكورة وترحيل أكوام النفايات والقمامة المتراكمة في بعض الزوايا المهملة من تلك المدن.
بالطبع تعدّ هذه الحملة خطوة جيدة ولا غبار عليها، ولها انعكاسات إيجابية ,حيث ستساهم في تحسين واقع النظافة وإظهار المظهر الجمالي للمدن،كما سينعكس ذلك على الحالة النفسية للمواطن الذي سيشعر بالراحة والسعادة عندما يرى كل شيء نظيفاً وجميلاً من حوله، لكن وللأسف سيبقى ذلك آنياً..!
نعم سيبقى آنياً لأن مصير هذه الحملة سيكون كمصير سابقاتها من حملات النظافة الكثيرة التي تم تنفيذها سابقاً ورأينا نتائجها على أرض الواقع، حيث تحشد لهذه الحملات الطاقات والكوادر وتزج بها الآليات بمختلف أنواعها وتصرف لها المزيد من الأموال والجهد والوقت، لكن للأسف بعد مرور القليل من الوقت تتحول إلى “جهود ضائعة” إذ لا تلبث الأماكن التي زارتها حملات النظافة المختلفة أن تعود إلى طبيعتها وسابق عهدها من انتشار وتراكم للأوساخ والقمامة.
وتذكرني حملات النظافة تلك بحملات التشجير التي تُحشد لها الآليات والكوادر وتُصرف لها الأموال وتُجند لها جميع وسائل الإعلام لأخذ الصور التذكارية ولتغطية الحدث الذي تقوم بها الجهة الفلانية أوالعلانية، وبعد تنفيذ المهمة وانتهاء حملة التشجير ينسى منظموها أو يتناسون سقايتها لتموت خلال أيام وبالتالي “كأنك يا أبو زيد ما غزيت ”
لذلك إذا لم تترافق حملات النظافة مع تطبيق وتنفيذ قانون النظافة فلن نستفيد شيئاً وستبقى هذه الجهود في الحملات المختلفة مجرد ” جهود ضائعة” وصرف للأموال بدون فائدة.
من المضحك حقاً أن يتم شطف الشوارع ورش البنايات بالمياه لمحاصرة كورونا، فهذا العمل لا فائدة منه سوى ضياع الوقت والجهد والمال، لأن كورونا لا يتمشى بالشوارع وعلى جدران البنايات، فمع أول زيارة لسيارات القمامة ستضيع كل جهود الشطف والتنظيف نتيجة العصارة المستخلصة من حاويات القمامة التي تملأ المكان.
في حين نتجاهل مناظر الازدحام على الخبز وتوزيع المواد المقننة وفي الكراجات ووسائل النقل الأسباب الحقيقية وراء انتشار الفيروس …حقاً إنها سخرية.!!!