على الله!

لم يتغير الأمر على أهالي المنطقة الساحلية مع البطاقة الذكية، فما زال الكثيرون منهم يقطعون مسافات بالكيلومترات لكي يصلوا إلى فرن جيد كمخبز بيت ياشوط مثلاً حيث يأخذون منه خبزاً يمكن استخدامه في اليوم التالي، ويضطرون لحفظه في الثلاجات لمدة لا تقل عن الأسبوع، لتخفيف تكاليف وعناء الحصول على حاجتهم اليومية من الخبز.
نوعية الخبز السيء ليست المشكلة الوحيدة التي يتعايش معها أهالي المنطقة الساحلية منذ فترة طويلة, والحقيقة يمكن التأكيد بالأدلة والبراهين أن الخدمات الحكومية في هذه تكاد تكون الأسوأ فالأهالي هناك يعانون العطش مع كل صيف رغم أن نبع السن يكفي لإرواء المنطقة بسكانها ومزروعاتها,ولكن هذا لا يحصل, وحتى القرى التي تجاور نبع السن ينقطع عنها الماء لأيام.
ساعات تقنين الكهرباء الطويلة هي الأخرى منغص إضافي يشتد وطأة مع تكرر الأعطال وتأخر إصلاحها، فعند حدوث أي عطل عليهم أن ينتظروا أياماً وأيام لإصلاحه, وخاصة أن معظم شبكات الهاتف والكهرباء هوائية تحصل فيها مشكلة كلما هبت الرياح أو هطلت الأمطار ولطالما يحصل هذا!
شبكات الطرق في أسوأ حالاتها، والكثير منها تحول إلى طرق ترابية، ومشاريع الجهات المعنية في تحسينها لا تتعدى ترقيع الحفر, وهذا لا يحصل غالباً إلا بعد سنوات وسنوات من المعاناة، أما الإهمال الأكبر فهو في مشاريع الطرقات التي تحتاج إلى تنفيذ تحويلة أو عقدة أو جسر فهذه المناطق يصبح ضحاياها بالعشرات وكأن الأمر قدر محتوم على تلك الضحايا دون أن تجد من يهتم لإيجاد حل، وهنالك عشرات الأمثلة عن نقاط اشتهرت بكثرة ضحاياها وليس أقلها نقاط التقاء القطار مع الطرق البرية. وعندما يكون هذا حال الخدمات الأساسية فهل تتخيلون حال ؟ فخدمات الإنترنت العامة غير متاحة بشكل كاف لذا يتم الاعتماد على بوابات القطاع الخاص، والخدمات في القطاعين الأضعف والأسوأ.
ولكي لا يعتقد أحد أن في الأمر شيئاً من التجني فإننا نؤكد أن الصرف الصحي مازال غائب عن أكثر المناطق والقرى، وتنتشر “الجور الفنية” غير الصحية التي تتسبب بتلوث وتملح الأراضي المحيطة بها، وحتى أن الأماكن التي يتم فيها تنفيذ صرف صحي يحدث فيها مشاكل من نوع تداخل وتسرب الصرف الصحي إلى ماء الشرب كما حصل مؤخراً في منطقة وادي العيون المجاورة .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار