إرهاصاتُ تفجيرٍ

هل هي وقاحةٌ إسرائيلية أم هو خبثٌ مبطّنٌ يهدف لفرض حضورٍ سياسيّ وإعلامي للكيان الصهيوني الفاجر؟ إذ سارع الكيان، وبعد انفجار مرفأ بيروت/ الكارثة التي حلّت بلبنان إلى استثمار هذه الكارثة عبر محتوى إعلامي صفيق، وسلوكيات مبطّنة من حيث تغطية الحدث وبثّ “فيديوهات” وصور عنه إضافة إلى مسارعته، رسمياً، إلى “نفي” علاقته بهذا التفجير “نفياً قاطعاً”، والتأكيد مراراً وتكراراً أن “لا علاقة له به”..  هذا الانفجار الذي أودى بحياة العشرات من الناس، وخلّف آلاف الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض، وحوّل بيروت بين ليلة وضحاها إلى مدينة منكوبة مدمّاة مثخنة بالجراح، تعاني جرحاً إثر آخر، وتتجرّع كؤوس الألم والحزن، أما علامات الإدانة الجرمية واحتمالات وجود مؤامرة فلابد أنها قائمةٌ في حيّز الاستفهام العام والهيئة البنيوية في النظام العالمي ومشهدية الساحة الدولية والإقليمية والمعطيات المكتومة وعند دعاة التطبيع ولابدّ سيتم اللجوء إلى التصعيد واختلاق العديد من الأكاذيب.

الكيان الصهيوني المستفيد الأول من كل فاجعة تصيب أي بلد عربي، وحتى إن لم يكن هو وراءها مباشرةً، لكنه سيلهث لاستغلالها  وتحقيق ما أمكن من مكاسب يضيفها إلى ما قدّمه له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، لابدّ أنّه سيسارع إلى توظيف الفاجعة سياسياً، وسيعرض بكل وقاحة “مساعداتٍ إنسانية وطبية للجار” لبنان الذي يصيبه بالتوتر والقلق على الجهة الشمالية ويقضّ مضجعه، ومن خلال أسلوب إعلامي اجتزائي سيسعى “لتحميل” حزب الله المسؤولية الكاملة عن هذا التفجير، من خلال الرقص على حبل التصريح -بنفيّ قاطع لأي  ضلوع له في التفجير- القائم على استراتيجية معركة تقتضي السرية وعدم استفزاز العدو، والضخ المقصود لسمّ إعلامي يهدف لعنوان واحد هو “نزع سلاح المقاومة”، يوازيه ضغط خارجيّ غير مسبوق لتفجير لبنان من الداخل وتهديد أمنه واستقراره وسرقة ثرواته، وهو ضغط سبق أن مارسته الصهيو-أمريكية ودول الغرب على سورية والعراق، واليوم على لبنان، بسبب عدم اعتراف هذه الدول “بشرعية” الكيان الصهيوني المبنيّ على أكبر جريمة دولية، ورفضهم الارتهان والإذعان للأجندات الاستعمارية، لذلك، وإن اختلفت أساليب الضغط، فإن الهدف واحد، وهو “تطويع” الشعوب العربية على نحوٍ يناسب ويلائم نهج وإرادة  الدول الاستعمارية، ويحقق أهدافها، ويعترف “بشرعية” كيان استيطاني حاول أن يستمدّها من اتفاقيات «كامب ديفيد» و«أوسلو» و«وادي عربة»، لكن حبْلَ التنازلات والاستسلام والعلاقات الدبلوماسية والتجارية سرّاً وعلناً ولقاءات بعض الأنظمة العربية الرسمية وغير الرسمية مع الكيان الصهيوني والتطبيع معه لن يكون جرّاراً، وستكون الكلمة الفصل للشعوب العربية المؤمنة بعروبتها والمدافعة عنها وعن عروبة دولة فلسطين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار