دمشق وبيروت
يتصاعد الدخان وكأنه سحابة تسد الأفق وترتفع ألسنة اللهب وكأنها وحش ناري أسطوري يلتهم المدينة, ذلك المشهد المخيف لانفجار مرفأ بيروت سيبقى وجعاً في الذاكرة الى زمن طويل
وها هي دمشق رغم الحصار الجائر عليها ورغم كل ما تعانيه من جروح وكلوم سنوات الحرب والإرهاب والضائقة المعيشية تفتح أبوابها أمام الأشقاء اللبنانيين كما كانت دوماً, وتضع ما تستطيع من إمكانات لتقديم الدعم والمساعدة والتضامن
أمام الأزمات والكوارث يظهر المعدن الحقيقي للإنسانية, والمضحك المبكي أن تجد وتسمع من يخطط ليلاً ونهاراً للاستيلاء على العالم وثرواته يتشدق من دون خجل بعبارات تؤكد مواقفه الإنسانية المزيفة وقد قيل عند العرب الحكماء في وصفه (يقتل القتيل ويمشي في جنازته)
إن الظلم والتدمير اللذين لحقا بالعاصمة الجميلة بيروت هما من يد وآلة الخراب والإرهاب نفسها التي دمرت دمشق وسائر المدن السورية الوادعة وروعت سكانها وأطفالها وشبابها وشيبها ونساءها ومن يملك بصيرة وبصراً ثاقباً سيكتشف ويرى الحقيقة بأم عينيه
إن وجع أهلنا في بيروت نشعر به بين جوانحنا ودموع نسائهم تقطر من عيوننا وهلع أطفالهم يعصف بأرواحنا
لكن لابد من اليقظة رغم كل الآلام والتحلي بالصبر والتفكير بالعمل العربي المشترك وتحويل كل عبارات التضامن الى مشاريع عمل مشترك .. إن الحفاظ على سلامة وأمن بلادنا هو قوة لنا جميعاً
ولتكن البداية من فك الحصار لأنه أولاً وأخيراً دروبنا ومصيرنا تلتقي في نقطة واحدة وأفراحنا وأحزاننا تغمرنا معاً في أوقات الضيق والفرج
وسلاماً لبيروت من قلب دمشق