الذكرى الأعز

لا تقلل شدة الظروف الصعبة التي تمر بها سورية من وهج الذكرى الأعز على قلوب السوريين ذكرى تأسيس جيشهم البطل الذي كان مولده قبل خمسة وسبعين عاماً فجراً جديداً لولادة دولة قوية ومنيعة ومرهوبة الجانب في المنطقة بفضل تضحيات أبطاله الذين ساروا على دروب العزة والمجد وخاضوا من أجل صون تراب الوطن والدفاع عن قضية شعبه أشرس المعارك وقارعوا أعتى الجيوش وواجهوا أخبث المخططات والمشاريع الاستعمارية.

وفي عالم هزه الإرهاب قبل أن يهزه وباء كورونا بات المنصفون لا ينكرون أن القوة التي فعلت فعلها على الأرض في القضاء على الإرهاب العالمي هي الجيش العربي السوري الذي قاتل ما لم يقاتل أي جيش في العالم، هذه الظاهرة الأخطر في تاريخ البشرية، إذ ثبت ولم يتراجع أو يتوقف يوماً واحداً على مدار تسع سنوات في وجه تنظيمات وعصابات إرهابية من أكثر من ثمانين دولة وليس مبالغة القول إنها حرب كونية خاضها وما يزال الجيش العربي السوري، استغرقت حتى الآن زمنياً أكثر مما استغرقته الحرب العالمية الثانية وقادتها فعلياً الولايات المتحدة الأمريكية.

خمسة وسبعون عاماً والجيش العربي السوري لم يخلع لباس الميدان ولم يبارح ساحات الوغى ومازال في غمار المعارك ينتقل من معركة إلى أخرى ومن ساحة إلى ساحة من دون إن تلين له قناة أو تفتر له عزيمة أو تتراجع تضحياته أو يتردد أحد فيه عن البذل والعطاء والجود بالنفس وهو أقصى غاية الجود ومواجهته الجسورة للمشروع الإرهابي التكفيري ودحره أدهشت العالم فيما فشلت جيوش جرارة في ذلك وعجزت دول كبرى في الحد من ظاهرة الإرهاب السرطانية.

وحدهم أصحاب الضمائر الحية من يقدر ما قدمه أبطال الجيش العربي السوري للعالم من إنجاز تاريخي أفضى إلى تراجع ظاهرة روعت الناس في كل مكان وفتح الأبواب أمام إمكانية اجتثاثها وإزالة أخطارها وهي التي مازالت تهدد مجتمعات كثيرة، إذا لم تتوقف السياسات الأمريكية والغربية عن الاستمرار في استثمار وتوظيف الإرهابيين كجيوش بديلة تشن الحروب بالوكالة لتنفيذ مشاريع الهيمنة والتحكم بمصائر الشعوب .

tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار