لا ترضون عن المجدِ والعلياءِ بديلاً
“أحييكم ضباطاً وصف ضباط وجنوداً شجعاناً، بهذا العيد المجيد الذي يجسد رسوخاً وتجذراً لقيم الأصالة والانتماء وتجدداً وانبعاثاً لحاضر ومستقبل عنوانه الكرامة والسيادة والإباء”.
تلك كانت تحية القائد العام للجيش والقوات المسلحة لبواسل المؤسسة العسكرية في عيد الجيش العربي السوري، تحية اختزلت صفحات كثيرة تصف وتوصِّف حقيقة ومآثر الجيش العربي السوري، فكانت تحية القائد الجسور المقدام المغوار الذي حقق بحنكة سياسية وعسكرية استثنائية إدارة الساحات الميدانية في وجه الغزاة والمعتدين والإرهابيين، واختصر ببلاغة جمله معنى العيد الذي تجذر بفضل تضحياتهم وسلوكياتهم البطولية قيماً وأصالة وانتماءً لأركان الدولة، فكانوا بحقٍّ التربة الخصبة لانبعاث الحاضر بما فيه من تحديات وصعوبات تواجه الدولة السورية وشعبها ومؤسساتها في زمن الوباء العالمي “كورونا” المنتشر في أصقاع العالم الذي تعدسورية جزءاً ومكوناً من بنيته وتتأثر به كجائحة طالت دول العالم جمعاء، بينما وجه الاختلاف فيما بينها عن سواها أنها عانت حرباً إرهابية إجرامية مايزيد على تسع سنوات، أنهكت قواها ودمرت البنى التحتية وقطاعاتها الصحية والاقتصادية، كما شكلت الإجراءات الاقتصادية الجائرة واللاشرعية جريمة عدوانية إضافية متفقاً عليها من دول الاستعمار الجديد والصهيونية ليكون الشعب هو الشريحة المستهدفة من ضغوطات الإجراءات الاقتصادية وكانت المؤسسة العسكرية مع شعبنا الأبي (أسياداً وأحراراً وأباة) وشكل تاريخهم الحافل بالتضحية وتقديمهم دماءهم السخية فداء لشموخ وسيادة الوطن وللذود عن حماه (المستقبل) الذي يليق بالدولة السورية وقوامها الندية وإثبات الذات التي كفلتها لها الشرعية الدولية ونهج الدولة السورية القومية، لأن الدولة التي تأبى التبعية والخنوع لإرادة القوى الاستعمارية والأجندات الخارجية والتي هدفها الرئيس استغلال إرادة الشعوب ونهب ثرواته وتطويع شعبه لتحقيق مصالحها التي لاتنتهي وتتقمص دور المستعمر الأول بصور متعددة وأدوات مختلفة تحاكي صورة المستعمر الجديد- القديم , هي دولة قائدها عظيم، يسندها جيش عظيم، رفع وطنيته فوق كل اعتبار، وتجلى ذلك في بطولاته وصون الوطن وضمان الأمن والاستقرار.
في الذكرى الـ 75 لتأسيس الجيش العربي السوري كانت التحية الأسمى من قائد الوطن لأبنائه البواسل: “يا رجال البطولات والعزائم والهمم.. الذين لاترضون عن المجد والعلياء بديلاً وترخصون المهج والأرواح في الدفاع عن كرامة الوطن وسلامة أبنائه ” لجيش عقائدي استطاع وبجدارة اجتراح معنى خاص بالتضحية والولاء والانتماء للدولة الشماء أبداً سورية الأسد.