قائمة المستحيلات!!

لطالما كان الفرح زغرودة العيد, واليوم ذهب الفرح وبقي العيد ثقيلاً على نفوس أتعبتها الحياة بكل ما فيها من قلة حيلة وفقر أعمى واستغلال فاق التصورات!!
في غمرة العجز عن تأمين متطلبات العيد وأجواء الترقب والحذر من فيروس أنهك الناس, تدور الهمسات لتسأل: هل كسرنا حاجز الفرح بالعيد؟ أم إن الحزن كسرنا ونال مما تبقى من أمل؟
وتبقى الأحجية التي حيرت كل الخبراء قبل الفقراء, وبقيت عصية على الحل وهي كيف يدير الناس شؤون حياتهم براتب يلفظ أنفاسه الأخيرة في الأيام القليلة الأولى من الشهر؟ بل كيف بإمكان كل فقير أن ينام وهو يدرك أن احتياجات أطفاله مؤجلة حتى إشعار آخر, وأنها تقع ضمن قائمة المستحيلات التي لا يمكن تنفيذها!!
لم يبق شيء لم يتحدّ الفقير !! نار ولهيب أسعار تتزايد على مدار الساعة, واستغلال بعض تجار يتلقون تبريكات من كان من المفترض أن يكون معنياً بحماية المواطن, لتكون المفاجأة أنهم السند لمن يحاول الإجهاز على ما تبقى من أحلام وأمنيات دخلت غرفة الإنعاش منذ زمن!!
كل ما يجري اليوم من استغلال بعض تجار وباعة وتقصير مسؤولين وقرارات باهتة لا تنفع الناس جعل من العيد مجرد ذكريات أين كنا وكيف أمسينا؟ فكل احتياجات الناس اليومية وحياتهم صارت بمثابة حلبة ملاكمة وضربات قاسية يحاولون الصمود في وجهها ولكن هيهات!!
فهل نبدأ باللحوم التي أمست حلماً؟ أم بالفواكه التي شطبت من قائمة التحديات؟ بل ماذا عن ملابس العيد وحلوياته؟ كل ذلك صار من المنسيات وعلى قائمة المستحيلات!!
قصص الفقراء بالعيد لا تنتهي, وحكايات الإهمال والتقصير من حكومة أجادت اللعب على الكلمات مستمرة, لنصل إلى نتيجة مفادها أن بعض المسؤولين في الوطن يغنون على ليلاهم ويجيدون العزف منفردين, بينما يقف المواطن على الطرف المقابل يتأمل ما تبقى من أحلامه وهو يسأل : إلى متى ” التطنيش ” واللعب على الوقت؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار