“عيدكم بعيدين”
ترفع القبعة لكم أبناءنا الطلبة، الذين تحديتم الصعاب وبذلتم الجهد لتنالوا النجاح على طريق بناء سورية الحديثة، فلم تلِن عزيمتكم أمام إصراركم، ولم تثنهَ أي عقبات عن تحصيل ما تسعون له في المجمل وتتطلعون إليه.
(عيدكم هذه الأيام بعيدين)، فالعيد الحقيقي يوم يفرح الوطن بأبنائه الكرام المجتهدين المخلصين، ويوم يراهم يسعون ويبذلون قصارى جهدهم، ليكونوا أدواته الحقيقية في البناء والإعمار والتطوير.
إن نسب النجاح التي تحققت على مستوى أغلب الشهادات في فروعها المختلفة لمؤشر حقيقي على الجهود المبذولة، سواء من قبل الطلبة أنفسهم، أو وزارة التربية المعنية في هذا الشأن.
اللافت- وهذه تحسب لوزارة التربية هذا العام- كانت المفاجأة الجميلة لكل طالب وطالبة بوصول رسالة نصية على جواله تعلمه فيها بالمجموع العام، والمجموع من دون مادة التربية الدينية، عدا التطبيق الخاص الذي أعلنت عنه الوزارة قبل إعلان النتائج، ويستخدم على جوالات الطلبة، بالإضافة لموقع وزارة التربية للحصول على النتائج ولجميع شهادات الثانوية العامة.
ولأن (الحلو ما يكملشي) – كما يقولون- كانت هناك بعض المنغصات التي أزعجت الطلبة، ومنها ما حصل في مادتي الفيزياء والكيمياء، وفيهما ضاعت أغلب الأجزاء للطلبة وخاصة المتفوقين منهم، نتيجة للبس الذي حصل والتشكيك ووضع الطالب في دائرة الاحتمالات، من جراء الأخطاء التي وقعت، وكان لافتاً أيضاً أنه حتى حين جرى التصحيح في آخر ربع ساعة من الزمن لم يصل ذلك للعديد من المدارس وخاصة في دمشق.
ونعتقد من هذا المنطلق كان التوجيه للدورة التكميلية وإقرارها, على أن تبدأ في 22 المقبل كنوع من التعويض للطلبة عن تلك الأخطاء التي وقع فيها المعنيون في الوزارة على صعيد واضعي الأسئلة، على أمل عدم تكرارها، سواء في التكميلية، أو في دورات قادمة من الأعوام المقبلة.
بالمحصلة نأمل ألا يضيع جهد أي من الطلبة، وألا يدفع الأبناء ثمن أخطاء ليست من صناعتهم، بل من صناعة غيرهم، نتيجة عدم الدقة والمراجعة المتعددة، كما حصل في مادتي الفيزياء و الكيمياء على سبيل المثال.
أما الأمر الذي توقف عنده الطلبة فلماذا حين ينال الطلبة العلامة نفسها لا يتم منحهم الترتيب نفسه، فالستة الأوائل في الشهادة الثانوية للفرع العلمي نالوا العلامة الكاملة نفسها، ومن الطبيعي أن ينالوا الترتيب نفسه.