يحدث أن تكون قاعد بأمان ألله تروّض ذاتك على التكيّف مع درجة حرارة الغرفة ساعة انقطاع الكهرباء، وخيالك يشدك من أذنك لارتكاب معادلة التقنين بالراتب لدرجة الوصول بحساباتك لنتيجة مفادها الاستسلام التام لأسعار السوق وسماسرة البيض والفروج واللبنة والجبنة والدواء… وإذ بخبر (منوعات) يغتال الرومانسية اللحظية بخمسية حرارتها ووهج حرارة الأسعار مضمونه “اليوم العالمي لأحمر الشفاه!!”
سمعنا عن يوم عالمي للأسرة، للمرأة، للصحة، والتمريض والمسرح .. حتى اليوم العالمي لهشاشة العظام، أما أحمر الشفاه (فوالله) جاءتني المعلومة على حين غرة وأنستني هموم اللحظة وعدلت المزاج العام لمكنونات الأنا والهو في آن!!
واجتهدت بالبحث والاستفسار عن تلك الاحتفالية ونشأتها ومرتكبوها الذين تعدّوا في ممارستها نية إغواء الرجال ليصل حد اعتباره مقياسا طبقياً يفرق ما بين عامة الشعب من الفتيات (أحمر شفاه قاتم) ومابين صبايا النبلاء(اللون الوردي) وتاريخ نشأته الذي يرجعه البعض للسومريين والفراعنة فيما كان للأندلسي أبو القاسم الزهراوي حصرية صنعه بهيئة أصبع جاف، كيف لا ونحن العرب أيام العز واكتشاف كل ما هو (أول) في العلوم والثقافات و… كان لقلم الحمرة نصيباً عربياً في الاختراعات!!
والمضحك أنه سينمائياٍ أول فنانة وضعت أحمر الشفاه كانت الممثلة إيستل ودود بعدما أقنعها المخرج بأنه سيظهرها بشكل مخيف يخدم دور الرعب الذي مثلته ببداية القرن الماضي، يوازيه الرعب الحاصل لتشوهات فتيات أدمن صرعة عمليات التجميل في القرن الواحد والعشرين وما عاد محصوراً بأحمر شفاه.
اليوم العالمي لأحمر الشفاه والذي صادف يوم أمس يُحرضنا على احتساب جردة للاحتفاليات العالمية ولنقدم التهاني للأصدقاء باليوم الدولي للصداقة والذي يصادف يوم 30 تموز ونقرأ الفاتحة على يوم السلام في أيلول فيما الخاتمة السنوية في روزنامة الاحتفالات في 9 كانون الأول مخيفة ويمكن أن تستخدم لتهويل وإخافة الأطفال الصغار وأصحاب القلوب الضعيفة وهي من نصيب “اليوم العالمي لمكافحة الفساد”.