ألم يحن الوقت ؟
مع كل تغيّر لسعر صرف (الأخضر) صعوداً كان التجار يرفعون أسعار بضائعهم والحجة مفصلة وجاهزة حين الطلب ,ذلك الارتفاع هو السبب,والمفارقة اليوم أن سعر الصرف شهد تراجعاً كبيراً لمصلحة الليرة السورية التي تحسنت قيمتها مؤخراً ولكن بقيت الأسعار مستعصية عن الانخفاض وبقي التجار متحكمين بأسعار بضائعهم دون أي تدخل يذكر من الجهات المعنية و المسؤولة عن ضبط الأسعار , وحماية المستهلك من استغلال هؤلاء التجار وسط اكتفائها بتنظيم عدد من الضبوط هنا أو إغلاقات هناك لا تكاد تغني ولا تسمن من جوع .إذ لا يلبث من نُظمت بحقهم تلك الضبوط أن يعاودوا الكَرّة من جديد مستمرين باستغلالهم للمواطن حتى آخر رمق فيه بعد أن أنهكته الظروف مجتمعة و أمسى عاجزأ حتى عن الاستغاثة .
مع اقتراب أيام عيد الأضحى المبارك حالة من الكساد تلف الأسواق ليس خوفاً من (كورونا) بل بسبب قلة حيلة الأغلبية ومحدودية قدراتهم الشرائية وضيق ذات اليد ,فأي عيد وأي فرحة ستمر في ظل واقع بات فيه المواطن مكسور الخاطر خجلاً أمام أفراد أسرته التي عجز عن تأمين أدنى مستلزماتها؟ نعم سيمر عيدنا كئيباً وثقيلاً على جميع الأسر كما باقي الأيام التي اعتادها المواطن بل قد يكون أشد وطأة لترافقه مع (كسرة الخاطر ).
ولكن نتساءل : إلى متى ستبقى الجهات المعنية تقف على الحياد وكأن ما يحدث لا يعنيها من قريب أو بعيد ؟ إذ لم يعد مقبولاً ولا مبرراً صمتها وهي تأخذ دور المتفرج مع أن ضبط ما يجري من صلب عملها وتبقى تنتظر بعض التجار للقيام بمهرجات تسوق هنا أو هناك ؟
إن ما يجري مسرحية بات أبطالها بعض تجار (بلعوا) الأخضر واليابس وأشخاصها الثانويون مواطنون باتوا عاجزين حتى عن الشكوى بعد أن تهاووا أميالاً تحت خط الفقر.؟
وهنا نقول :كفى استخفافاً بعقول مواطنين لم تعد تنطلي عليهم حجج ومبررات واهية بإجراء هنا أو هناك لا يقدم ولا يؤخر ولن يزيدهم إلا حنقاً ويبقى التاجر يفعل ما يحلو له بعد أن فتح الباب أمامه على مصراعيه للانقضاض على آخر بقايا مواطن …. ترى ألم يحن وقت التدخل بعد ؟!