لطالما كانت اليوميات وقصصها العبثية أو الانتقائية الملهم الرئيس لسيناريوهات المسلسلات التلفزيونية لتحقق بصريح ومباشرة حواريات أو من خلال المناورة اللغوية والإسقاطات مايكمن في خلجات الكاتب/ المواطن القابع إدارياً ضمن سمت مأهول بالسكان, وتقونن حضوره تعليمات تفرز مجموعة حقوق ولا نهاية للواجبات.
إلا أن للمواطن السيناريست ميزات وعلامات فارقة يتقاسمها مع هوية الأعمال ويصبح من خلالها رقماً بأصفار على الشمال أو المواطن «سوبر مان» إذا ما استطاع التفوق على لسان حاله واستنطاق جوارح الشارع بلغة تخصصية وهو الأديب, وقص الوجع والفرح والآه ملعبه أكثر من الموظف والفلاح و«شوفير التكسي» والبقال.
حتى إنه -في وارد الاحتماليات- يمكن له التفوق على نفسه وهو المواطن/السيناريست ويتحدث بلسان المعنيين والمسؤولين والمديرين ، وأرشيف التلفزيون لنا بالمرصاد ليؤكد وجهة نظر متعصبة للمواطن/ الفنان.
ومسلسل «ضيعة ضايعة» تماهى في التفوق وشكل لوحة فنية «صورة وإخراجاً وحواراً» وفي غفلة مراقبة حقق شخوص العمل الإنجاز واستطاعوا كسر الإطار البلاستيكي لشاشة التلفاز واستطاعوا مع الشارع تبادل الأدوار, ومابين شخصية المختار و«أبو نادر» والتاجر صالح كان التقمص انتقائياً بينما فرض واقع الحال انتشار قناع العاشق سلنغو وبساطة أسعد وجودة على الجميع من دون أدنى اختيار.
ولو فرضنا جدلاً أن الحكومة ستتقاسم مع حبكة المسلسل بضعة تقمص لكان الحوار المناسب لحضورها دفتر «جودة أبو خميس» بما فيه من وعود وماعليه من استحقاقات!!
وعود الحكومة تشبه إلى حد كبير وعود «جودة أبو خميس» لجاره أسعد البسيط المتفائل لدرجة عدم اكتراثه بإيفاء جودة بديونه أم لا.
ومابين انفلات أسعار الخضار والفواكه والأجبان والمواصلات وغلاء الدواء وبيوت الإيجار وسعر غرام الذهب والدولار و تقنين الكهرباء و«حاويات» الحي ومطبات الشارع و«لمباته», صفحات تعد ولا تحصى في دفتر الحكومة الذي تجاوز دفتر جودة بصفحات تؤهله ليصير كتاباً.. ومابين وعودها ووعود جودة وميض أمل, فعلى الرغم من كل سلوكيات جودة ووعود دفتره إلا أنه كان دائماً الشريك والمناصر لأسعد الذي يستحق التصفيق ونيل أهم جائزة على دور المواطن البسيط.