«طفران»…وهي مفردة عميقة بليغة ذات أبعاد وجدانية ثلاثية (معنى وتوصيفاً ودلالات) تدل بشكل عام -حسب اللهجات المحكية- على الإفلاس وهنا تكمن بلاغتها في أنها تملك إشارات واضحة تدل بشكل مباشر وصريح على الشخص الموصوف والمشار إليه على أنه «طفران» وتلمّ شمل الإفلاس المادي والمعنوي والوجداني أيضاً إلا أنها وعلى الرغم من كل هذا الكم الثري الحاضن للطفران «صفة وموصوفاً» غير معروفة في المعاجم العربية وتعد من الفوائت الظنية في المعاجم القديمة.
فكلمة «طفران» أو على الأصح توصيف «طفران» حتى في نسبه اللغوي يملك فرعاً مدللاً تحت مسمى بليغ أيضاً (فوائت) و(ظنية), فـ«الطفران طفران» حتى من معاجم اللغة العربية وسقط عن سابق إصرار ووجع من بين المعاني (إملاق -شظف –عوز- فاقة -ضنك -عسر- بؤس..)
ولتحقيق توصيف «الطفران» واستملاك معناه، شروط بسيطة و«مقدور عليها» في زمن «الجيوب المبخوشة» ومعارك التصريف والجشع والفساد وجولات الموز والليمون، واللحمة والغاز، وأجور النقل، وروضة الأطفال، ومعاهد التقوية للتاسع والبكالوريات وجنون الأسعار في المدارس الخاصة والجامعات «وعلى أونا وعلى تري حبل الغلاء جرار»..
لدرجة «ممكن توصل من الطفر لحالة من البطر» وتكون مفلساً نفسياً غير قادر على تحقيق أي عطاء عاطفي.. «طفران» مع زوجتك حبيبتك أصدقائك ..حتى «طفران» مع أولادك وهـ«الطفر» أزعم أنه سيطول فريقك الحكومي والمرشحين لانتخابات البرلمان «تحصيل -طفر- حاصل».. ففاقد الشيء غير قادر على العطاء.
فـ«الطفران» لدرجة البطر هو مرحلة نفسية متقدمة في الشدائد والنوازل النفسية تصيب المستهدف به بحالة دوخة وعدم اكتراث تجعله في مرمى الجميع (ابنه وزوجته والبقال وشوفير التكسي…)غير قادر على صد أبسط الأهداف وخسارته محققة 24 ساعة في اليوم لدرجة يجوز فيها الإحسان العاطفي والاجتهاد الحكومي لجمع الأيسر من القرارات لشحذ همم المواطن «الطفران» وصعق جيبه ليكون قادراً على العطاء العاطفي، على أقل تقدير وأيسر عثرة.