فيديوهات (خبراء) الشأن الاجتماعي على «الفيس بووك»، تحولت إلى جائحة في الفترة الأخيرة، فقد التحقت هذه الفئة من العاطلين عن العمل بركب عالمات الأبراج وخبيرات التغذية وجلب الحبيب بخلطة سحرية واحدة، وبتنا لا ننجو من إعلانات البث المباشر التي تداهمنا كلما همَمَنا بفتح الموقع الأزرق كي نتصفح آخر المستجدات، لنفاجأ بالخزعبلات وخلطات الحنّة والأعشاب السحرية للخلاص من التخلف والطائفية والانتصار على المفاسد!. حتى أصحاب الدكاكين باتوا منهمكين بتسجيلات البث المباشر من دون أن يعرفوا أنهم يخففون من شأن العناوين الكبيرة ويجعلونها مجرد بسطات في سوق الهال… فيديوهات بث مباشر تباع فيها (جرابات الليكرا) مع التحليلات السياسية و(شحاطات النايلون) والسردين الفاسد، والهدف دائماً هو الإثارة واستجلاب أكبر عدد من المعجبين إلى الصفحة كي تحظى باستقدام الإعلانات من (غوغل) أو (الفيس)، بحيث يؤمّن أصحابها مداخيل مرتفعة شهرياً عبر (فتيشات) أقل ما توصف به أنها مسحوبة الدسم أو مليئة بالسمّ المحقون في (الجلاميط)!.
عملياً، لا يختلف معظم أصحاب فيديوهات البث المباشر أو التسجيلي، عن تجار الحرب في شيء، سوى نوعية البضاعة المتاجر بها، فالأولى اشتُهرت بغشّ المنظفات واحتكار السكر والشاي والرز، أما الثانية فذهبت إلى العناوين البرّاقة والقضايا الملحة فحوّلتها إلى مواضيع جوفاء.. وكان أطرف ما في هذه الجائحة كما سميناها، هو صناعة فئة من منظّري «السرتفيكا» الذين يفتون في الفلسفة وتطور المجتمعات والتاريخ، استناداً إلى مسلسل باب الحارة، الذي اشتهر بتصوير القبضايات وهم يتناولون «القطايف عصافيري» ويبدون إعجابهم بزوجاتهم الجاريات!.
مدينون نحن إلى إدارة «الفيس»، لاختراعها ميزة الحظر وعدم المتابعة وإخفاء المنشور، ولنتخيل لو كانت مشاهدة فيديوهات منظّري «الغفلة» إجبارية على المشتركين.. أو لنتصور أنها ستظهر على صفحات المشتركين سواء شاؤوا أم أبوا..!.
«العما ع هالورطة.. اسفقوهم بلوك» وانتهى الموضوع!.