في الطريق إلى مجلس الشعب
تباينت آراء أبناء محافظة درعا حيال المشاركة في انتخابات مجلس الشعب القادمة، ففي الوقت الذي أكد فيه البعض ضرورة المشاركة من باب إعطاء زخم لهذا الاستحقاق التشريعي، شدد البعض الآخر على أن مشاركتهم في هذه الانتخابات مرهونة بمدى قناعتهم بجدارة المرشحين وقدرتهم على إيصال صوتهم في حال نجاحهم، رافضين ما سموه المشاركة الصورية، فالصوت بالنسبة لهم أمانة ولا يعطى إلا لمن يستحقه.
ويتفق كثير من أبناء المحافظة على غياب البرامج الانتخابية للمرشحين للمجلس، التي اقتصرت -على حد قول أحد المحامين الذي فضل عدم ذكر اسمه- على شعارات مقتضبة أو عبارات مكتوبة بجانب صور المرشح، لافتاً إلى أن أغلبية المرشحين لا يولون البرامج الانتخابية أهميتها بالرغم من أن البرنامج الانتخابي للمرشح يعد بمثابة العقد الذي يتضمن بنوداً يلتزم بها المرشح خلال تمثيله المواطنين في المجلس، وكلما اقترب ذلك البرنامح من هموم المواطن وأحس الأخير بمصداقية هذا البرنامج كلما كانت حظوظ المرشح أقوى في الوصول إلى المجلس.
بدوره أشار محمد الشحمة – عضو مجلس بلدي إلى ضرورة أن يضم المجلس نخبة من كل الاختصاصات وممثلين عن كل الشرائح والفئات المجتمعية إن أمكن، ليستطيعوا إيصال صوت المواطن والدفاع عن قضاياه أمام السلطة التنفيذية وممارسة الرقابة الفاعلة عليها ومساءلة المقصرين في أداء الخطط الموضوعة، لافتاً إلى أن هذا الاختيار هو مسؤولية المواطن أولاً وذلك من خلال اختيار وانتخاب من يجده قادراً وكفؤاً لهذه المهمة، وألا يخضع هذا الاختيار لاعتبارات أخرى تؤدي بالنتيجة إلى إيصال من ليست لديه القدرة على الدفاع عن حقوق منتخبيه.
وتمنى الشاب زكريا هلال- طالب في كلية الحقوق أن يطرح المرشحون لمجلس الشعب برامج انتخابية حقيقية تتضمن خططاً وبرامج عمل لما يمكن أن يقدموه في حال نجاحهم ووصولهم إلى قبة المجلس، لا مجرد يافطات تحمل شعارات رنانة ينساها البعض بمجرد فوزهم بالانتخابات، مبيناً أن على عضو مجلس الشعب أن يتذكر دائماً أن المنصب هو مسؤولية وأمانة وليس امتيازاً، وعليه ألا ينسى كذلك أن المواطن هو من أوصله للمجلس، لذلك يجب أن يظل الأخير –- أي المواطن- هو البوصلة التي تحدد خط سير عضو المجلس ونهجه طوال فترة تمثيله.