ضآلة البيانات ووجوه تتكرر

رغم وعود وردية, ما برح المرشحون في الحملاتِ الانتخابية لمجلس الشعب ببثها لناخبيهم هذه الأيام، إلا أن المعركة الانتخابية تبقى تلفحُها الكثيرَ من التحديات, فالمواطن -كما أغلب المحافظات السورية- يعيشُ أقسى ظروفهِ بعدما عصفت به موجات الغلاء، وتردت معه الأحوال المعيشية، بالإضافة إلى اكتشاف إصابات متتالية بـ فيروس كورونا في حلب جعل من التباعد الاجتماعي مطلباً ملحاً.
من جهتهم لا يكف المواطنون عن التذكير بجملةِ مطالب، يعلقون آمالهم على أبناء مدينتهم ممن سوف يظفرون بالمقعد البرلماني لمتابعتها عبر الأقنية الحكومية، والسلطة التنفيذية, فيما يبرز العامل الاقتصادي المهيمن على حياة المواطنين وضرورة تحسينه أحد أبرز مطالب الناخبين ويرى الدكتور عبد الله الإبراهيم عضو مجلس محافظة حلب أن الأولوية اليوم بالنسبة للمواطنين إيجاد قوانين رادعة بالنسبة لجشع بعض التجار المتزايد ويضيف:
لابد من المرشحين الذين يصلون قبة البرلمان من التفكير بإيجاد تشريعات وقوانين ناظمة تحمي المستهلك بعد رفع البائعين وبعض التجار من أسعار منتجاتهم أضعافاً وهذا ما لا طائل للمواطنين من مجاراته.
وتبدو قضايا مثل تحسين الواقع الصناعي (العمود الفقري) للاقتصاد ، ومعه الاهتمام بالمناطق المحررة، وإيصال الكهرباء والخدمات جلّ ما يبتغيه أهالي الشهباء.
وطفق الشارع ذاته يسدل صور المرشحين الرسمية من المستقلين بالفئتين (أ) و(ب) ومع كل زخمها إلا أن المتابعين للحراك الانتخابي يصفونها بالضئيلة مقارنة بحملات أدوار تشريعية منصرمة.
ويعزو مراقبون للمشهد الانتخابي لـ (تشرين) ذلك الإقلال بالدعاية الانتخابية إلى عوامل منها: الإقلال من اللقاءات والاختلاط بين الناس بسبب فيروس كوفيد -19 الأمر الذي دفع الكثير من المرشحين إلى إلغاء الخيم الانتخابية، إذا ما علمنا أن موعد 19 تموز الحالي للانتخابات جاء بعد تأجيل بسبب الفيروس المستجد.
وينتقد متابعون للحملات ذاتها ضعف الدعاية الانتخابية بمحتواها, إذ تخلو من بيانات المرشحين وبرامجهم على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي، يقول أحدهم: (يندر أن نشاهد برامج متكاملة، لا ينبغي أن نذهب إلى صناديق الاقتراع من دون معرفة برامج واضحة).
وعلى الرغم من تكرار أسماء بارزة وشخصيات صناعية وتجارية وأخرى اجتماعية معروفة بالوسط الشعبي في تلك الحملات ومنهم أعضاء بمجلس الشعب لأكثر من دور تشريعي، يزرعُ الأهالي تفاؤلاً في نفوسهم و لاسيما بخوض أسماء جديدة في تلك التجربة الديمقراطية.
كما يعوّل الشارع على تلك الوجوه الشابة (فئة الشباب) ويعبر أحمد الحاج جمعة (موظف) عن ارتياحه من وجود ما وصفه بـ (دم جديد) ويتيح فرصة وصوله للبرلمان ويتابع:
تستحق مدينة الشهباء الخارجة من حرب قاسية كل الاهتمام ولابد من أن يصعد للمجلس من يمثل الشعب بكل جوارحه ويتابع همومنا ,ومن جانبهم يحرص المرشحون على تسخير كل الطاقات الدعائية وصولاً ليوم ستكون لصناديق الاقتراع الكلمة الفصل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار