بقدرة قادر!

.. بقدرة قادر، اختفى الدخان الوطني من محال المفرق والجملة، ليظهر في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، وأصبحت مقولة «دخن عليها تنجلي» كابوساً يلاحق كل من يحلم بالحمراء الطويلة والقصيرة، ولأن المواطن اللبيب أصبح من الإشارة يفهم، فقد ذهب إلى بسطات التهريب كي يشتري منتجات بلده «من تم ساكت»، فهذه الجائحة سبق أن أصابت كل المواد الاستهلاكية المدعومة التي تختفي في كل مرة من المؤسسات الرسمية لتظهر في محال التجار بسعر «مدوبل» من دون أن تكتشف الإدارات حلاً لهذه المعضلة مع أن القضية واضحة ولا تحتاج إلى ذكاء كبير كما يقولون!.
مثلما كان هناك أثرياء في الحرب، ستتكون طبقة جديدة هي أثرياء الحصار، تلك الفئات التي تقتات على معاناة الناس وظروفها الصعبة، أصبحت مثل المنشار تأكل وتزيد ثرواتها كلما ضاقت الظروف أكثر على البشر، والغريب أنه في كل مرة، سرعان ما تتشكل شبكات كاملة تنسق مع بعضها البعض للاستفادة من ظرفٍ ما أو من ضائقة أو من شحّ في المواد الغذائية، فالأسماء والعناوين والأدوار معروفة تماماً بالنسبة للمواطن العادي، فكيف بالنسبة للإدارات التي يفترض أن تلاحق وتكافح تلك الظاهرة التي تحولت إلى سرطان يفتك بالاقتصاد الوطني؟.. فالمناشير التي تأكل الأخضر واليابس أصبحت محتاجة إلى تقليم أسنان بل إلى قلع أنياب أيضاً، خاصة بعد أن استشرت الظاهرة وبات العضّ والنهش أسلوباً يمارس في الأسواق بشكل علني.. يا لطيف!.
قال الأجداد يوماً لأحفادهم: “خبئوا قروشكم البيضاء لأيامكم السوداء”، لكنهم لم يدروا أن هناك أسواقاً سوداء ممتلئة بالقروش والحيتان، تسوّد العيشة، وكلما ابتعلت شيئاً قالت: هل من مزيد؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
اتحاد الكتاب "فرع اللاذقية" يحيي مع مؤسسة أرض الشام ندوة عن المرأة السورية ندوة فكرية ثقافية عن "النقد والنقد الإعلامي" في ثقافي أبو رمانة السفير الضحاك: سياسات الغرب العدائية أضرت بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر ودعم الشعب السوري مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة