جولات مكوكية

أن يتم تشكيل وفد وزاري للقيام بجولة إلى محافظة محددة فهذا يعطي انطباعاً بأن الواقع سيصبح وردياً وتسير الأمور بوتيرة عالية عبر تشاركية جميع الجهات المعنية، وطبعاً هذا مايدفع المواطن للتفاؤل كثيراً في زمن بات التفاؤل حلماً لايجدي نفعاً.
لكن ما حدث ويحدث أن الوفود الوزارية التي تتشكل للقيام بجولات مكوكية من محافظة إلى أخرى ولعدة أيام للاطلاع عن كثب على تنفيذ مشروع هنا أو جاهزية مرفق معين هناك يكون معلوماً مسبقاً موعد زيارتها ,حيث يسارع المعنيون في المحافظة التي تكون هدفاً للزيارة ويتسابقون فيما بينهم لإبراز الوجه الناصع لعملهم ومدى إحساسهم المتزايد بهموم المواطن و حرصهم الشديد على راحته وتوفير مستلزماته وبأنه محور اهتمامهم ,وبعد انتهاء الزيارة وعودة الوفد يعود كل شيء إلى سابق عهده من تراخٍ وتقصير و(كأنك يا أبو زيد ما غزيت) بعد أن تكون الجولة استنزفت وقتاً و مبالغ ليست بقليلة على تكاليف لو صرفت في أماكن أخرى لكان ذلك أولى وأجدى بكثير.
طبعاً ليست المرة الأولى التي تتوجه فيها وفود حكومية كثيرة وعلى مدى السنوات السابقة إلى عدد من المحافظات ولكن على أرض الواقع لم يُلحظ لها أثر ملموس.
إذ تبقى أغلب الخطط و القرارات في الأدراج والمشاريع على الورق من دون أن تبصر النور ، وتستمر المعاناة نفسها قائمة مع بقاء الصور التذكارية للزيارة .
مع تكرار هذه الجولات لابد من القول :ترى لو بقي أعضاء الوفد يتابعون واقع المحافظات ومؤسساتها ومشاريعها بشكل تسلسلي عبر توكيل المحافظين بهذه المهمة للقيام بجولات مفاجئة و الاجتماع مع الجهات المعنية التابعة لهم دورياً أو أن يتم اجتماع الوفد الحكومي بالمحافظين أو المديرين المركزيين كافة في نفس الوقت للاطلاع على واقع الخدمات, والخطط التنموية، ما أنجز منها وما لم ينجز ونسب التنفيذ و المعوقات إن وجدت مع حصر المسؤوليات لبيان مكامن الخلل ., ألن يكون ذلك أجدى و أوفر وقتاً وجهداً ومصاريف نحن في غنى عنها في الوقت الحالي طالما أن الوضع بات معلوماً للجميع أثناء تلك الجولات وبعدها ؟ أم إن المركزية في المتابعة والقرارات ستبقى قائمة كالعقدة في المنشار دون الاستفادة من عثراتنا السابقة ؟!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار