انتشار النسخ العربية للبرامج الترفيهية الغربية تعودنا عليه ورضينا به، والمضحك أن هذه النسخ شدتنا وكأنها حررت خصيصاً لتناسب ذوقنا.. من برنامج (من سيربح المليون) لبرامج اكتشاف المواهب من طبخ ورقص و(مقالب) بالنجوم ..النسخ في كل شيء (الشكل والمضمون).
جديد السينما والمسلسلات الغربية أن جوائزها ومبيعات شباك تذاكرها الخرافية باتت تعود للأعمال الشريرة، فما عاد البطل الطيب هو من يحقق الربح لصنّاع السينما وفيلم (الجوكر) أكبر مثال على ذلك، مثله المسلسل الإسباني (بيت من ورق) في (الجوكر) التعاطف يخص مجرماً وقاتلاً يعاني اضطراباً عقلياً، أما المسلسل الإسباني فالتعاطف يكون لمجموعة لصوص لهم سوابق إجرامية يسرقون بنكاً ويخطفون رهائن..
اللافت في تسويغ المختصين لهذه النقلة والتغيير في ذوق الجمهور الغربي أنهم ملّوا من القصص التقليدية التي ينتصر فيها الخير على الشر و ما يريده جمهورهم اليوم نهايات غير متوقعة ترضي فضولهم وتزودهم بجرعة أدرينالين يحتاجونها.. خاصة تلك المشاهد التي تصور هروب المجرم وذكاء خططه فهي تشد المتفرج لدرجة أنه يتمنى أن تطول تلك المشاهد في خطوة استثمارية يفرغ فيها المشاهد الغربي احتقانه وغضبه من مؤسساته بالتعاطف مع أولئك المتمردين.. طبعاً يلعبون أيضاً على الجانب الإنساني فتكون للبطل الشرير حياة تشبه اليوميات العادية يغرم ويعشق وتكون له عائلة وأطفال..
عربياً ربما كان مسلسل (الهيبة) ببطولة (جبل) نموذجاً يحاكي إلى حد ما الشر الذي يعتمد عليه كتّاب السيناريوهات الغربية وربما (حبل الأشرار جرّار)..
لكن السؤال الذي لا أعرف لمن أوجهه(!) : فكرة (البطل الشرير) كيف تم استنباطها؟ ..هل الشارع ودراسة حاله وأحواله هي من توجه كتّاب السيناريو؟
أم إن السينما العالمية هي التي توجه الشارع الغربي وتلقائياً سيصلنا التأثير مادمنا استسهلنا فكرة النسخ و التقليد؟!
طبعاً كلا الجوابين مهمان وينبغي على صنّاع السينما عندنا وكتّاب الدراما التفكر فيهما وصياغة ما يناسب ظروفنا لتوجيه الشارع العام.