اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ
“الحضارة الأوروبية بتفوقها الثقافي والسياسي والاقتصادي” لم تكن وليدة المصادفة ولا الاكتشاف السينمائي كما هي أمريكا الحاضرة كحالة فرضها العقل الاستعماري والنفعي وتعاظمت بفضل قانون الجاذبية وتواطؤ وإذعان وارتهان المحافل الدولية وكبرى الدول الأوروبية لمصلحة العقل الاستعماري الأمريكي!
فكانت الولايات المتحدة الأخطبوط الذي استطاع فرض أذرعه على الاتحاد الأوروبي بتاريخه “العتيق” الواهن أمام واقع أمريكي وليدة الساعة البيولوجية النفعية، الذي ما صار له أن يستيقظ إلا من خلال منبه الإدارة الأمريكية، ليكون حاله كمن “يستنوِق الجمل”..
“اسْتَنْوَقَ” الاتحاد الأوروبي ولفظ ما يناسب أمركة مظهره ويؤكد فقدانه استقلالية قراره وتبعيته الخالصة للسياسة الأمريكية.
“اسْتَنْوَقَ” الاتحاد الأوروبي، فكان التجديد للإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري والتأكيد الصريح على بلاغة حضوره مسرح الحرب والشراكة الكاملة في سفك الدم السوري على مدى سنوات قاربت بإجرامها أن تصير عقداً دموياً بامتياز، كان الدعم فيها للتنظيمات الإرهابية على حساب الشعب والدولة المنصوصة حقوقها في بديهيات القانون الدولي.
“اسْتَنْوَقَ” الاتحاد الأوروبي، فكان الزيف والنفاق السمة الأوضح والعنوان البارز لتصريحات مسؤوليه السابقة حول تخفيف العقوبات والشعور الإنساني بحتمية إنهائها وطيها في ظل الوباء المنتشر في أنحاء المعمورة، وسورية جزء ومكون شرعي من الخريطة العالمية، إلا أن الإذعان للصوت السياسي الأمريكي كان الأقدر على تعليب القرارات الأوربية وامتثالها التام لأوامر الإدارة الأمريكية غير الشرعية بحق الشعب السوري أولاً والتي تلامس بحصارها الاقتصادي لقمة عيشه ومصل دوائه وتعوق جهود حكومته في التصدي لفيروس كورونا ومد مؤسساته الصحية بأبسط تقنيات المداواة والطبابة اللازمة لمنع انتشار الفيروس.
“اسْتَنْوَقَ” الاتحاد الأوروبي، لكنه لم يفاجئنا لا بزيف ادعاءاته مقارنة بقراراته ولا حتى بمثابرة راعيه على متابعة إجرامه، إلا أن إيماننا التام بحتمية انتصار الحق على الباطل سيولد معجزات في وجه كل عدوان وميدان حرب وعقوبات، وسيكون القول الفصل لإرادة شعب يأبى الخسارة والخنوع والارتهان، وفي وجه حصاركم الاقتصادي سيكون الاكتفاء الذاتي والروزنامة الزراعية المحلية والصمود هو العنوان الأشمل لمواجهة سياساتكم الغافلة عن قدرة الشعب في المواجهة لمجابهة حصاركم بالصمود فالشدة تخلق القوة وتاريخنا يشهد بقدرتنا على النهوض وتاريخكم على الساحة الدولية ولدى الرأي العام الأوروبي يشهد بفقدان أي مصداقية للجمال التي باتت نوقاً.