تجويع المواطن ..!
يثبت التاريخ يوماً بعد آخر أن القارة العجوز ستبقى _كما هي _حيزاً جغرافياً ومكوناً سياسياً تابعاً للهيمنة والصلف الأمريكي ،ولا تملك خيارها السياسي ولا أي خيار دونه. فبعيداً عن حالة الضعف والوهن والفشل _ وكلها قواسم تعيشها بمواقع قرارها _فالارتهان التام للقرار الأمريكي قائم على دوائر صنع القرار الأوروبي واتحاده الضعيف .
بعيداً عن التبعية ومآلاتها الثقيلة جدد الاتحاد الأوروبي الهزيل قراره بتجديد الإجراءات القسرية المفروضة على سورية من دون وجه حق ،وليس في هذا الإجراء استغراب ،كون كل أوروبا لعبة بيد الأمريكي المتحكم بمصائر وحياة بعض التكتلات واللوبيات ،ولا يقيم لحياة ومعيشة الشعوب المحبة للسلام والاستقرار أي وزن ..!
أوروبا اليوم كما كانت بالأمس ،أكدت فقدانها لاستقلالية قرارها ،وتبعيتها المذلة والدنيئة لتلك السياسة الصادرة من بلد الظلم في العالم ألا وهي أمريكا ..دول شاركت في سفك دم السوريين بتصدير الإرهاب ،وفرض العقوبات الظالمة على حياة العباد لسنوات وعانوا ماعانوه من ويلات قسوة لقمة العيش ،بل إن أفعالها وإجراءاتها كانت سبباً في إعاقة الجهود في توفير إمكانيات الحياة وتأمين مستلزمات الحماية من الأمراض والأوبئة اللازمة للمواجهة كوباء كورونا ومايحتاج من عدد وتجهيزات ضرورية للحماية والتحصن وتجنب آثاره ..
تجديد الاتحاد الأوروبي كما أمريكا للعقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب على سورية وصمة عار في جبين تلك الدول التي تتشدق بالحرية والرخاء وإنسانية الإنسان ،وهي من كل ذلك براء ،عقوبات تشكل انتهاكاً سافراً لأبسط حقوق الإنسان وجريمة بشعة ضد الإنسانية ، هدفها إفقار وتجويع المواطن ،ولكن هيهات ..!
تستدعي المرحلة شحذ الهمم بكل الوسائل وتنمية المقومات المتاحة وتصحيح أي اعوجاجات هنا أو هناك ،لمواجهة موجة اقتصادية قد تكون صعبة ،في ظل هكذا قرارات تمس العصب الاقتصادي والاجتماعي للناس ،ناهيك عن “سيزر” الذي سيدخل حيز التطبيق قريباً ،وما يشكله أيضاً من خرق ظالم على شعب صمد وعانى من ويلات الإرهاب الدولي ،ولا يزال يضحي ويكابد …
ستفشل كل قراراتكم ،وستتعرّون بأفعالكم القذرة ضد شعب يسجل ملاحم ناصعة من الصمود .