ليلى والحكومة

أزعم أن المؤلف الفرنسي شارل بيرو الذي روى حكاية ليلى والذئب لم يكن يتوقع هذا الانتشار الكبير لقصته إلى حد ترجمتها لأغلب اللغات وحفظها عن ظهر قلب في قلوب أغلبية سكان المعمورة.
ليلى الطيبة والذئب الشرير لم تتوقف رواية قصتهما على صحيح ما قاله “بيرو” بل استطاعت الحكاية أن تلم شمل العديد من الإسقاطات والعناوين التي استخلصت النتيجة والعبرة من الحكاية الأصل!!
ليلى والحكومة هي إحدى تلك الإسقاطات التي لن أفرض شخصية ليلى على المواطن لا سمح الله لكنني سألبسها للتاجر وأصحاب السوق ورؤوس الأموال وستكون التمثيلية لو حاولت الحكومة تطبيقها رائعة الجودة والمخرجات، ففي حكاية ليلى والذئب وفي الفصل الثاني منها يكون الذئب في فراش الجدة وتتفاجأ ليلى – التي سنفرض جدلاً حسن نياتها- بملامح جدتها وتسألها لماذا عيناك كبيرتان؟ لتجاوبها الحكومة التي عليها أن تكون بفطنة وحنكة الذئب: لكي أراك جيداً وأراقب تسعير بضائعك الخدمية وسهولة تيسير وتوفير احتياجات المواطن دون استغلال.
ولو سألت ليلى لمَ أذناك كبيرتان؟
سيكون لزاماً على الحكومة فرض إجابتها بالرادارات الحاضرة أبداً لمراقبتها وتوفير أذرعها بتدخلها الإيجابي أينما كانت ليلى في غفلة من تصرفاتها وسلوكياتها أو حتى في سوء نياتها واستغلالها مساحة حضورها عن سابق استغلال وقصد للاستفادة ما أمكن من السوق والربح الخرافي في حالة الحرب والعقوبات الإجرامية… أياً كانت نيات ليلى يجب على الحكومة أن تضع الشارع السوري تحت لحظها وعينيها ومسمع أذنيها ليكون الختام مرهوناً على حجم فمها الكبير الذي عليه أن يلتهم كل ما هو خارج عن القانون أو مستفيد على حساب فواتير وهمية تشكل في جيبه تضخماً وثراء مدفوعاً ثمنه من قبل المعترين وأصحاب الدخل المحدود المستهلكين فقط لمنتجات بقالية وبضعة محال ألبسة وأحذية أطفال..
أما حيتان السوق فلا نستطيع بحضرة اسمهم إسقاط حكايات ولا الاستفهام وما علينا إلا الاستعواذ منهم ولفظ مقولة (حوالينا مو علينا) ريثما تحل عليهم لعنة الثراء اللامشروع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار