“بردى” بنكهة مخملية !
من المفرح حقاً أن ترى بعض الشركات الصناعية العامة تضع خططاً وتوجهات للانطلاق من جديد وإنتاج سلع وتجهيزات منزلية ، بعد أن أنهت لجانها المختصة وضع كل الرؤى لتصنيع منتجات بمواصفات تمتاز بالجودة والسعر المناسب ، وهذا طموح يجب أن يكون محفزاً لبقية الشركات التي تعثرت لفترة من الأوقات عن متابعة مسيرة عملها الإنتاجي والتسويقي .
تفاجئنا شركة بردى لإنتاج التجهيزات المنزلية من برادات وغسالات ومنتجات أخرى اليوم بأنها ستعود وبقوة بعد عطلة العيد لإنتاج وطرح منتجات بمواصفات جيدة و بأشكال قد ترضي أذواق المستهلكين.
لا شك أنها خطوة متقدمة ومحل ترحيب عند جمهور المستهلكين ،وخاصة بعدما حصلت طفرات سعرية جنونية في أسعار مبيع البرادات والغسالات ،والأدوات المنزلية الأخرى التي تحتاجها الأسر ،لكن الصدمة الأولى كانت من قائمة الأسعار التي أعلنت الشركة أنها ستبيع منتجاتها وفقها ،فهي إذا ماقورنت مع أسعار مثيلاتها في السوق نجدها متطابقة ،أي إنها أسعار خمس نجوم ،وليست بتلك الأسعار التي تصب في خانة التدخل الإيجابي ،أو تخفف أوجاع من هم اليوم كثر من المستهلكين الذين لا يقدرون على دفع ربع ثمن براد سعره مئة ألف ليرة ، فكيف الحال إذا كان مبلغ أربعمئة ألف ليرة ثمن براد بردى ” مولودها ” المرتقب ؟!!
فهل فكرت لجان ” بردى” عندما وضعت قائمة أسعار البيع لمنتجاتها بدخل المواطن جيداً ؟!
للأسف هي وضعت أسعاراً توجهت بها إلى جمهور محدد ذي دخول مرتفعة ،جمهور نخبة يكتنز الأموال الطائلة ،وليس إلى الشريحة الواسعة جداً ، فيا عجباً ..!
كانت خطوة “بردى” تتكلل بالرضا التام وربما التصفيق المستمر لو كانت أسعارها أقل مما يحصل من جنون سعري طال كل شيء ، ولم يبق شيء قريباً من حدود المنطق والدخول المشوّهة ..!!
احلموا واستمروا بالحلم ياجمهور الحالمين بشراء براد أو غسالة فربما تتضاءل أحلامكم لتصل إلى حد شراء مكواة صغيرة فقط ..فالأسعار لا تناسبكم ،ومن لا يوجد في بيته براد فليعد إلى وسائل التبريد البدائية ،ودمتم سالمين أيها اللجان لوضع أسعار ذهبية ..!!