علاقة الإعلام بالاقتصاد
من فضائل الرياضيات تطبيق مفهوم العلاقات الديكارتية على الحياة العامة، وفي الحديث عن العلاقة التي تربط الإعلام بالاقتصاد أزعم أن توصيف (الطائرة الديكارتية) يعطي النتيجة الصحيحة تماماً!
فتعريف العلاقة الرياضية هي رابط أو مراسلات بين مجموعتين.
تُعرف المجموعة الأولى بالمجال، بينما تسمى المجموعة الثانية نطاقاً أو مساراً.. رسم العلاقات الرياضية بينهما في المخطط يسمى “الطائرة الديكارتية”.
وهذا تماماً ما يجب أن تكونه العلاقة فيما بين الإعلام والاقتصاد ومختلف النواحي العامة في المجتمع.. ولابد أيضاً من تحقيق (الوظيفة) الناتجة عن تعاون الأطراف كلها مع الإعلام كمؤسسة فاعلة والإيمان المطلق بدوره الفعال وهذا ما نختلف فيه عن الرياضيات وعلاقاتها التي لا يكون دائماً الرابط بين مجموعاتها يحقق الوظيفة!
الإعلام كقطاع مؤسساتي يتلاحم مع أنسجة المجتمع كافة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من خلال رسائله وعناصره, وهو قادر على التأثير في الأفراد وتوجيههم، حتى إنه بات ينظر للإعلام باعتباره صناعة أساسية في العصر الحديث، صناعة مثلها مثل باقي الصناعات, فيما خصوصيته تنبع من كونه صناعة مشغولة بطريقة فنية تعتمد على الثقافة والإبداع (خفيٌّ في مضمونه قويٌّ في محصلته).
يعتبر الإعلام صمام أمان للقرارات الاقتصادية، إذ يعكس مستوى المهنية التي يكون عليها كما يعكس العلاقة التشاركية المستمرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بينه وبين الاقتصاد.
من حق المنتج الوطني على الإعلام كمؤسسة حكومية أو حتى خاصة (الدعم)، وهو فرض عين عليه، ومن حق الحكومة أن تكون لها منصاتها خاصة في زمن الحرب والجرائم الاقتصادية الفادحة والخسائر الكبيرة في البنى الاقتصادية والخدمية لإيصال رسائله وتفاصيل مخططاته بشفافية، لكن في المقابل على المنتجين “صناعيين كانوا أم تجاراً” أن يراعوا الحالة العامة في سورية نتيجة الحرب والحصار الاقتصادي عليها ومستوى دخل الفرد ليكون الداعم الأساس للدولة.
في معظم دول العالم، تشكل شريحة الاقتصاديين في الأزمات والكوارث الطبيعية الحامل المساعد والمساند لحكوماتهم وتتلاشى نظريات الربح والخسارة الآنية من مفهومهم اليومي ليكون المشهد العام وطنياً بامتياز, الكل يشكل “الأنا” الوحيدة ريثما يعبر الوطن شط الأمان.