(ملائكة الرحمة)
قد يغيب عن أذهان البعض من المعنيين تفاصيل يوميات العاملين في القطاع الصحي ، ولا سيما منهم التمريض(ملائكة الرحمة) ، تلك الشريحة من المجتمع التي تسمو مهنتها الإنسانية على جميع المهن في أداء واجبها، وسنوات الحرب تشهد لهم بأداء واجبهم في أحلك الظروف ووجودهم على رأس عملهم ساعات مضاعفة، فضلاً عن أن الإجازات ممنوعة في بعض الأحيان , إلى أن اجتاح فيروس( كورونا) العالم ، لتعود حياتهم العملية كما كانت، ما يشبه الاستنفار للقيام بواجبهم وعرفاناً بالجميل, صدر عن مجلس الوزراء قرار بمنح مكافأة مادية للكادر الطبي في القطاع الصحي ، لكن حسب الشكوى الواردة إلينا فإن مزاجية مديريات بعض المشافي أفرغت القرار من معناه وقيمته، حيث تم رفع أسماء محددة من الممرضين وتجاهُل الممرض المناوب ، والمخبري، والأشعة كما حدث في بعض المشافي، بينما رفعت جميع أسماء الممرضين القائمين على رأس عملهم في المشافي الأخرى,على اعتبار أن المشفى وحدة متكاملة ويتعرض جميع الممرضين فيها للخطر ذاته و بدرجات متفاوتة .
ناهيك بمشكلاتهم لجهة استثنائهم من أنظمة الحوافز والمكافآت وحتى طبيعة العمل وبالتالي شعورهم بالغبن والظلم من ذوي القربى أي من القيمين على إداراتهم .
وللعلم تشكل نسبة الكادر التمريضي حوالي ٣٣% من العمل الصحي ولن يستقيم هذا العمل من دونهم ، حيث يشكل عملهم حلقة مكملة لعمل الأطباء ولهم دورهم المشهود به, فلماذا هذا الإجحاف بحقهم ؟ وهل يعاد النظر بواقع تلك الشريحة وبالتالي بقرار المكافأة الصادر مؤخراً؟
ومتى سيأتي يوم تشخص فيه مشكلاتهم بعيداً عن التنظير والتغني بهم في المؤتمرات والندوات على أنهم( ملائكة الرحمة)، في حين إنهم يفتقدون الرحمة في أقل حقوقهم ..!