ريثما نتخطّى
رغم الإجراءات الاحترازية المشددة التي اتخذتها الجهات الحكومية ، للحد من انتشار فيروس ( كورونا ) بدءا من ( خليك بالبيت) ومروراً بالمبادرات التطوعية كإيصال مادة الخبز للمواطنين ووصولاً إلى حظر التجول ومراقبة تنفيذه ونشر الدوريات ووضع عقوبات رادعة لكل مخالف، كل ذلك بهدف حمايتنا والحد من انتشار هذا الوباء اللعين، كل تلك الجهود تنسفها بعض الاختراقات التي تحدث يومياً، منها على سبيل المثال مشهد التجمعات على أبواب مؤسسات السورية التجارة وحماية المستهلك . تلك الجموع التي تنتظر دورها للحصول على مخصصاتها التموينية من دون أدنى مراعاة لترك مسافة بين شخص وآخر . هذا من جهة ، و من جهة ثانية عدم الالتزام من قبل البعض بارتداء الكمامة ، الأمر الذي يرتد سلباً ليس فقط على صحة المتواجدين وهي الأهم ، وإنما تلك الجموع وتبعات الازدحامات تنسف الجهود المبذولة والكبيرة للحد من انتشار ذلك الفيروس اللعين ، كما تنسف مناشدات الجهات الحكومية بالبقاء في المنزل وتنفيذ التعليمات بحذافيرها ، لأن أعتى أنظمة العالم الصحية انهارت ولم تصمد لأشهر ، وتالياُ نحن كبلد يشهد منذ تسع سنوات حرباُ لا مثيل لها فمن الطبيعي أن يكون غير قادر على التصدي لهذا الوباء.
الامر الثاني، ناهيك عن تلك الازدحامات وتبعاتها السلبية، أيضاً أن الموظف المختص بتمرير البطاقة الذكية على الجهاز يأخذها من جميع الأشخاص المتواجدين، دون التأكد أو التقيد بالتعقيم الجيد وربما دون تعقيم أحياناُ ، والأنكى من ذلك حركة التداول للعملات النقدية وما تحمله من جراثيم ، لذلك كان من الأجدى للجهات المعنية في منافذ البيع كافة ولا سيما في هذه الظروف العصيبة من غلاء غير مسبوق للأسعار، اتخاذ المزيد من الإجراءات الكفيلة بالحد من تلك الازدحامات، من خلال اعتماد سيارات متنقلة لتوزيع المخصصات التموينية ويمكن أن تتجول في نقاط معروفة ضمن الحارات ، أو على مداخل الشوارع، أسوة بسيارات الغاز المتنقلة، تضاف إلى توزيع المخصصات عن شهرين بدلاً من شهر، الأمر الذي قد يسهم في تخفيف الازدحامات وبالتالي الحد من انتشار ( الكورونا ) ريثما نتخطى هذه الفترة بأمان وبأقل الأضرار .