لا يزال الاتحاد الأوروبي العجوز يناقش ويدعو لرفع العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على عدد من البلدان التي نأت بنفسها عن الدخول في دوامة الكذب العالمية وحالة الصلف والتكتلات الزائفة بلا وجه حق …
الاتحاد الأوروبي وصل إلى درجة لم يعد مقنعاً لمواطنيه بالدرجة الأولى ،فقط لأن منظومات عمله ومنهاجه مرتهنة لقوى أخرى أفرغته من صيرورته وأهدافه تماماً ،وبات مجرد تكتل هشٍّ فقَدَ المصداقية وكل مقومات الإقناع .
الاتحاد (العجوز) عجز عن تقديم يد المساعدة والتدخل الجدٌي لدى دوله ،والجميع رأى بأم العين حالتي القصور والفشل اللتين أصابتاه عند انتشار وباء كورونا في بلدان أوروبا ونشرِ الموت بين شعوب القارة الهرمة ،لا لشيء بل لهشاشة مثل تلك التكتلات وعدم امتلاكها لناصية القرار والقوة الاقتصادية التي تحوِّلها إلى قوة كبرى ،تستند للمصداقية والعين الحقّ. لكنه كان وسيبقى داخل حدود التبعية الاقتصادية لأمريكا أولاً ،ولن يستطيع الخروج من قفص التابع والمتبوع ..
إثبات فشله لا يَلزمه الكثير من الغوص في تقديم الأدلة والبراهين ،فمواطنو ذلك الاتحاد ذواتهم لفظوه وقالوها بصوت عالٍ :إنه لم يكن في تلك المنزلة التي يجب أن يكون عندها .وفوق هذا الفشل ما زال مصرّاً على أن يكون حجر عثرة أمام تطور حركة الإنتاج في بعض البلدان المُحبة للسلام والتنمية ، ممسكاً بسلاح فرض العقوبات الاقتصادية على تلك البلدان التي ترفض العنجهية والتسلّط والنهب الاقتصادي لمقدرات ومكتسبات الدول وحقوق مواطنيها ،إلا أن وباء كورونا عرّى خذلانه وهشاشته ،ولم يعد بذاك التكتل المقنع …
سورية واقتصادها مثل بقية الدول عانت من فرض حظر العقوبات الاقتصادية الجائرة خلال سنوات الحرب التي عصفت ببعض مقومات الإنتاج ،ليأتي وباء كورونا اللعين وتزداد المخاطر حدّة ،في وقت حظرٍ يمنَع فيه إدخال أي شي ، فهاهي مفاهيم الاتحاد إزاء شعوب ناطقة بالحب والسلام ومؤمنة بالإنتاج خياراً رائداً ووحيداً.
بصلابة مواقفها ،وإيمان شعبها ومقدرة شركاتها ستبقى سورية عصيّة على ليّ يدها أو تغيير مواقفها ،وبهمة أبنائها ستعود قوية ومنتصرة على الإرهاب وعلى كورونا أيضاً..