هل سيطول انتظارهم ؟!
جاء قرار رئاسة مجلس الوزراء بتقديم مكافأة مالية للفرق الطبية والإدارية في القطاع الصحي التي تعمل على التصدي لفيروس كورونا في وزارات (التعليم العالي والصحة والدفاع ) وتخصيص مبلغ المكافأة ب50 ألف ليرة للفئة الأولى و30 ألف ليرة للفئة الثانية في الشهر الواحد ولمدة شهرين وتمديدها في حال الضرورة كتقدير لجهود تلك الكوادر خلال الظروف الراهنة من حالة التأهب للتصدي للفيروس والحد من انتشاره وهي لفتة إيجابية تجاه من يشملهم القرار .
ولكن من جانب آخر يتساءل أفراد الكوادر التمريضية لماذا لا تكون المكافأة شاملة لجميع الكوادر الصحية القائمين على رأس عملهم في ظل الظروف الحالية ؟ ولماذا تم التمييز بين فئتين, فئة أولى يتم منحها خمسين ألفاً وأخرى ثلاثين ألفاً (فئة التمريض ) مع أن عملهم يتطلب أن يكونوا على تماس مباشر أكثر من غيرهم مع المريض عبر ملازمته ومتابعة حالته منذ لحظة دخوله المشفى وحتى تخريجه منها ؟!. ما يعني -برأيهم -عدم لحظ جهودهم وخطورة عملهم في إمكانية انتقال العدوى لهم ولأسرهم لاحقاً واعتبروا ذلك إغفالاً لصعوبة الظروف المعيشية وغلاء الأسعار الذي تتساوى عنده جميع الشرائح والفئات وهو على مسافة واحدة منها جميعاً.
من جانب آخر وليس بعيداً عن موضوع المكافأة والمستحقين لها كما أنها ليست المرة الأولى التي يطرحون فيها مشكلاتهم فإن الكوادر التمريضية كانوا ولا يزالون يعانون من التمييز بينهم وبين زملائهم من الفئات الأخرى لجهة التوصيف الوظيفي وعدم منحهم طبيعة العمل والحوافز أسوة بالتخدير والمعالجة الفيزيائية ,فهم يقومون بأعمال مجهدة وخطيرة وهذا ما اعتبره الكثيرون منهم تمييزاً بين مكونات العمل الواحد وتهميشاً لمهنة التمريض مع أنهم عصب العمل في المشافي .إذ إنهم يتحملون مشقّة الجزء الأكبر من العمل والخدمات الصحية المقدّمة للمواطنين في المشافي في جميع الأوقات والظروف
فنيو المهن الطبية ومنهم التمريض يشعرون بالغبن وعدم المساواة بينهم وبين زملائهم وبعدم تقدير الجهات المعنية لجهودهم ولحجم المهام الملقاة على عاتقهم وحجم الأعباء والمخاطر التي يتعرضون لها , ولايزالون بانتظار إنصافهم وتحقيق طموحاتهم بامتيازات توازي المهام التي يؤدونها وتحسين ظروف عملهم فنياً ومالياً بما يتفق مع خصوصية هذه المهنة فهل سيطول انتظارهم ..؟!