من أوراق تحالف النفاق الأمريكي!

ما تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية، وما تسوق له، من آليات التقاطعات المضلِّلة للرأي العام، سواء ما جرى من اعتداءات مقصودة موصوفة في سورية، آخرها الاعتداء على أحد مواقع الجيش العربي السوري في دير الزور أو ما جرى في قاعة تجاذبات الأمم المتحدة، لا يعطي إلا مؤشراً واحداً مفاده أن واشنطن ماضية بكل قوتها في تنفيذ مشروعها الصهيو- أمريكي في سورية والمنطقة عبر استثمار الإرهاب، وإن تبدلت اللغات، والاتفاقات، واللعب على المؤشرات التي تعطي دلالةً قاطعةً على ما تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها, يؤكده النفاق المزدوج في الحديث عن ضرورة مكافحة الارهاب في الوقت الذي تقوم فيه هذه القوى المتحالفة بدعم الارهاب المتمثّل بتنظيمه «الداعشي» على الأرض، والحجة الممجوجة والمكرورة، هي «صعوبة»  الفصل بين «المعارضة المعتدلة» والإرهاب.. رغم ما تعلمه واشنطن وتعرفه و تدركه من أن كل التنظيمات التي تعمل تحت إمرتها هي تنظيمات إرهابية موصوفة فكراً وسلوكاً.
قد يكون ما يحدث حالياً، إحدى أوراق تحالف النفاق الأمريكي الذي مازال يلعب على وتيرة الوقت سواء بالعمل حيناً على إيقاف الأعمال القتالية التي لم تزد المسلحين الإرهابيين إلا دعماً وتغطية وحمايةً، في الوقت الذي التزمت فيه الدولة السورية –كعادتها- بالمواثيق والأعراف والقوانين الدولية، بينما تتلاعب واشنطن ومن لفّ لفّها بهذه المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، وحتى التفاهمات التي تجري بغية تحقيق أهدافها وأجنداتها الخبيثة في سورية، عبر دعم التنظيمات الإرهابية وفي المقدمة منها «داعش» الذي لم تخجل واشنطن وهي تؤكد المؤكد من أنها صنعت «داعش» ليكون ذراعها الضاربة في سورية والمنطقة لتحقيق مصالحها وأهدافها عبر مشروع التقسيم المنوي تنفيذه، إضافة للأدوات الذين تعتمد عليهم اعتماداً كلياً في مناورات التفاهمات والتجاذبات التي تضعها في مصاف الدول التي لا تحترم عهودها ولا مواثيقها ولا قانون المجتمعات الدولية، وليس ببعيدٍ عن ذلك ما يجري في الأمم المتحدة أيضاً التي لم نعتد قرارها إلا خاضعاً وتابعاً ومرتهناً لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية ومشيئتها وسياستها اللاأخلاقية تجاه الدول والشعوب.
فمن يتتبع ما يجري حالياً من شبكة التحالفات، وتقاطعات أهدافها ورؤاها، يدرك تماماً أن السعي الأمريكي لإكساب نفسه دفعاً على الأرض السورية، والذي يتمثل بتثبيت دعائم قواه الإرهابية وتمكين وتعزيز وجودهم وحمايتهم تحت مسمّى «المعارضة المعتدلة»، هو الهدف الذي بات معلناً وصريحاً، ولم تعد تنفع معه كل الاتهامات والإيهامات، والتلاعب بالمعطيات التي فرضت نفسها على الأحداث حقيقةً واقعةً، يقوم بها الجانب الأمريكي، سواء ما ظهر من خلاف بين بيته الأبيض و«بنتاغونه»، أو من حيث المضي في تحقيق المصلحة الأمريكية العليا التي يضع الاثنان معاً استراتيجيتها وآليات تنفيذها، وهما تالياً في النظرة العامة واحد بالنسبة للعمل الأمريكي ومخططاته الساعية إلى السيطرة على الدول والاعتداء على سيادتها، كي تبقى هذه الدول تدور في أفلاك الصهيونية العالمية، من دون مقاومة، أو حق مشروع لها في الحفاظ على هذه السيادة.
في مرحلة السباق الحالي نحو البيت الأبيض الأمريكي، يظهر الهدف غير المعلن من وجهة نظرنا، حيث يعمل الرئيس  الأميركي الحالي باراك أوباما على تدعيم حزبه ممثلاً بالمرشحة السيدة هيلاري كلينتون، بمحاولة إكسابها وإهدائها «أوراقاً إضافية منتظرة في سورية» قد تكون ممتدةً بين الموصل والرقة، بغية تحقيق هدف آخر لم يتم الإفصاح عنه، وإنما اللعب به وعليه، وما جميع المكونات التي تتشدق بها أمريكا في الوقت الحالي، إلا إضاعة للوقت، وتمديد للأزمة في سورية، التي لن تنتهي إلا إذا اتخذت أمريكا قراراً جدياً بمحاربة الارهاب التي ساهمت في تمدده، وضغطت على أعوانها الداعمين لاستمرار إجرام تنظيماتهم الإرهابية في سورية وطالبتهم بالتوقف عن إمدادها بالمال والسلاح.. ولكن النفاق الأمريكي زادت أوراقه التي سيحرقها صمود الجيش العربي السوري ومضيّه في محاربة الإرهاب، وينتظره الكثير من البحث والنقاش..!!
Raghdamardinie@yahoo.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار