تغوّل فاضح

ونحن نعيش أخبار وباء “كورونا “اللعين أبعده الله عنا ووقانا جميعاً من تبعاته التي لاتحمد عقباها ،نلمس حجم الأوجاع التي تركها التجار (الفُجّار) على العباد في تأمين لقمتهم ،تفنّنوا أقصى تفنن بتسطير بورصة أسعار المواد والسلع بلا استثناء وإلى حدود جنونية تماماً ،لا يحتملها العقل،بعيداً عن طاقة الجيوب الفارغة التي تآكلت منذ زمن .
ما يحصل أيها السادة إجرام بحق البسطاء “المعتّرين ” وما أكثرهم وأحوجهم للحاجات الأساسية من مأكل ومشرب وسواه من الاحتياجات اليومية في ظل أجواء تعصف بالمعيشة من كل حدب وصوب.
أساليب من الاستغلال البشع ،وأي استغلال ذاك الذي التهم كل شي ،وبات المواطن غير قادر على شراء ربطة الخبز، التي بدورها طالها الاستغلال أيضاً .
طويلة هي القائمة ومؤلمة تلك الصور المتأتيّة من المشاهد اليومية لحياة الناس وحالة البؤس والفاقة البادية على وجوههم الكالحة فقراً وعوزاّ.
وبعيداً عن تلك السوداوية المرسومة على الوجوه يأتي التغوّل السعري المفروض عنوة على العباد في ظل التراخي أو عدم المقدرة من جانب الجهات الرسمية ك(حماية المستهلك ) مثلاً في ملاحقة من يستغل حاجة الناس للسلع والمواد اليومية ويفرض أسعاره ،إنها الحقيقة المتكشفة فصولها للعيان ،فالكل استمرأ وبالغ في النصب وزيادة أسعاره ،والتاجر ذاك ” النصاب ” الكبير والوحش الذي يفرض سيطرته السعرية مطلع كل شمس بلا رحمة ولا وازع من ضمير ..ولكن أي ضمائر تلك ..؟ إنهم معدومون من أي صفات إنسانية ،همهم الوحيد الكسب الفاحش من رقاب العباد …!!
صار لكل مادة سوقها وبورصتها ،والمتنفذ الأقوى هو من يخزّن الكميات ويحتكرها لرفع اسعارها ،ومن ثم يقوم بضخها للأسواق بسعر يفوق حدود المنطق ، تلاعبوا باسعار مبيع المياه المعدنية ،لدرجة فقدانها ببعض الأماكن ، حتى خلت منها مراكز بيع (السورية للتجارة) ،عمدوا إلى سحب كميات كبيرة واحتكارها لفترة وهذه هي ألاعيب المحتكرين الفاسدين من بعض التجار ،ومن ثم طرحها ،وهذا مايحصل في هذه الآونة في ظل سيطرة أخبار كورونا على مشهد السوق ….ليس المياه فقط بل كل السلع الغذائية وتلك المستورد منها ….
أيها السادة ..أنتم المسند لكم حماية المستهلك من جنون بعض التجار وفنونهم ..رأفة بالعباد و عليكم الضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه استغلال المستهلك ..فهل انتم فاعلون ؟!!
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار