مواطن مستهتر..!
في أوقات الأزمات الصعبة وزمن الأوبئة -أبعدها الله عن الجميع- تصبح كل الأمور على المحك، وما على العباد سوى الالتزام المطلق بما يصدر عن الجهات الرسمية التي تعي خطورة الأمور وتداعياتها على حياة العباد، هنا الاختبار الحقيقي والموضوعي بكل ما تحرص عليه الحكومة تجاه المواطن الذي يجب أن يكون متعاوناً ومتفهماً، حيث تختبر معادن الناس في ميدان الحقيقة، ذلك الميدان الذي لا نجده في أوقات الرخاء والسلامة، فلنعِ أيها الإخوة أن وباء «كورونا» ليس بتلك «اللعبة»، إنه الخطر القاتل، وما علينا جميعاً إلا الانصياع التام للجهات الرسمية وما تصدره من قرارات وتوجهات لحماية العباد وتجنيبهم مهالك لا تحمد عقباها (لا سمح الله)..
الحكومة عبر أجهزتها ووزاراتها مستنفرة وتواكب كل المتغيّرات التي قد تحصل، وتحاول جاهدة بذل كل الإمكانات المتاحة حماية الناس من أوبئة كهذه، عطلت المدارس والجامعات وخففت من ساعات الدوام للموظفين، إلى توقف بعض الخدمات تجنباً لحصول تجمعات في بعض مرافقها، وغيرها من الإجراءات الاحترازية المهمة، لكن الملاحظ بحق ذاك الاستهتار والاستخفاف من قبل البعض وعدم تعاونه المطلق مع إجراءات الحكومة الاحترازية وقراراتها التي تصب في حمايته..!
إن الإجراءات الرسمية جاءت بمواقيتها المناسبة ووفق منظور أعم وأشمل، تصب في خانة الحماية الاستباقية والاحترازية، فكانت الكثير من الإجراءات كإيقاف الدراسة والرحلات الجوية وإغلاق أماكن التجمعات وغيرها، ليس من باب التقليد بل من باب أخذ الاستعدادات الضرورية، ليأتي دور البعض مستهتراً بعدم التعاون مع الجهات على غير عادته المعهودة، ضارباً عرض الحائط بكل ما تم اتخاذه، فخرج هو وأطفاله إلى الأسواق والمحال، وكأنه في رحلة..! أيها السادة.. الأمر ليس كما تتصورون من البساطة.. الوقاية خير وأضمن من أي علاج.. هناك دول وصلت بها الحال إلى فقدان السيطرة وانهيار أنظمتها الصحية وترك المرضى بلا علاج…!!
أبعد الله عنا الأمراض، ووقانا جميعاً من أي أوبئة، لنتعاون ونتكاتف أفراداً ومؤسسات وجمعيات وحكومة، لنأخذ من الجهات الرسمية ونسمع ماذا تقول لنا.. لا أن نتعاطى بعنجهية وقلة وعي، فالأمر خطير.. ودمتم سالمين..!