فقاعات!

يسأل الكثيرون عن مصير حملات دعم الليرة لتعزيز قدرتها في وجه المتلاعبين بسعر الصرف, وما مدى التأثير الذي ينعكس جراء ذلك على المواطن ويرى البعض منهم أنها مجرد (هوشة عرب) وأنها «فورات» وردات فعل آنية سرعان ما تخمد, حيث إنك لم تعد تسمع عنها شيئاً بعد أن تذروها رياح بعض التجار وفجور أسعارهم التي تفوق أسعار الصرف وخصوصاً في المنتجات التي ترتكز أصلاً على الموارد المحلية كالمنتجات البلدية الخالصة التي «يضيع الحابل فيها بالنابل» ويستغل منتجوها ضياع «الطاسة» بين الرقابة الفقاعية والإجراءات الآنية للجهات المعنية والتي غالباً ما تنعكس سلباً على المواطن بين عربدة بعض التجار واستكانة تلك الجهات في عمليات المتابعة الحقيقية للسوق ويغدو الفلتان السعري سيد الموقف والمواطن الضحية التي لا حول لها ولا قوة وتبقى تدفع بسعر السوق على قاعدة المثل الشعبي «مكره أخوك لابطل».
ولتبقى تلك الحملات لدعم الليرة والمنتج المحلي مجرد لعبة في يد طفل ينفخ في ماء الصابون فقاعات في الهواء تنفجر بمجرد ملامسة نسمة هواء.
ماذا عن حملات التجار التي أتخمونا بها وبأن دورها سيكون فاعلاً في التأثير على الأسواق والأسعار التي تبدو كأنها مجرد استعراضات وعراضات تسير على صوت طبل أجوف, كلما ارتفع صوته ارتفع معه صخب الراقصين على إيقاعه, وليبقى السؤال: كيف لحملاتهم أن تنجح في كبح السوق والبعض منهم أصل البلاء وهم الخصم والحكم في قضية معاناة المواطن المعيشية التي لاتنتهي في الركض واللهاث خلف لقمة العيش ولتبقى خطوات التدخل الإيجابي في ذلك وحيدة خجولة في كبح جماح السوق على وقع منافذ بيع تعج بـ«طوابير» المواطنين وضغط على بنيتها الفنية القاصرة حيناً بين آلية عجز (تكامل) وضعف بياناتها وحيناً آخر بين صعوبة التدخل الإيجابي على مساحات واسعة في نوافذ وصالات عاجزة هي الأخرى عن تلبية احتياجات المواطن من جهة, ومن جهة أخرى في نقص المواد في بعض منافذها ومحدودية انتشارها بين الريف والمدينة.
وليبقى المواطن أسير معادلات معقدة وعصية على الحل لكونها بأكثر من مجهول وأكثر من جهة ويدور في حلقة مفرغة وليس أمامه سوى أن يدفع بالتي هي أحسن ولتبقى تلك الحملات مجرد فقاعات تذروها «عربدة» بعض التجار «الفجار».

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار